ديموقراطية أونطة

5 11 2024 7:00 صباحًا
نوفمبر 5, 2024

إذا كان من سيتم انتخابهم يوم الثلاثاء القادم في انتخابات السلطة التشريعية النصفية ، المرافقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية ، كممثلين للشعب الامريكي ، إذا كانوا مثل أولئك الذين احتشدوا في مبنى الكابيتول للتصفيق وقوفًا 57 مرةً لأكبر قاتل للأطفال عرفه التاريخ … إذا كانوا كمثل هؤلاء القاذورات البشرية ، فإن المشاركة حتى في التصويت ، وفي هذه المهزلة المفجعة ، هو مشاركة في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية … لست أرى في هذه اللعبة التي يقال عنها أنها ديموقراطية ، سوى لعبة قذرة ، لم ولن تفرز سوى وحوش في أغلبيتهم الساحقة… ذوي ياقات لامعة برّاقة ، وكلام سكريّ معسول ، ولكن الخبيئة هي شرّ مستطير ، وسم زعاف قاتل ، ونوايا صدئة نتنة … المشكلة في التكوين السيكولوجي للإنسان الأنجلوساكسوني ، هي أناه المتضخّمة ، ورغبته الجامحة في تحقيق الذات ، والمراكمة الفيزيائية ، ولو تطلّب ذلك إلغاء العقل ، وطمس الأنا المثالية ، وقتل الحقيقة بلا رحمة … وإذا ما تعارضت مصالحهم الذاتية المفرطة في أنانيتها ، مع أية قيمة أو أية قضية مهما تعاظمت مظلوميتها ، فإنهم سيسحقون المبادئ والحقيقة ولو كانت بائنةً كالشمس في رابعة النهار … لذلك وجدناهم ، ورغم ذلك السيل الجارف من الفيديوهات والتوثيقيات والتقارير المصورة التي تظهر الأوصال المتقطّعة ، والجثث الملفوفة الدامية بالآلاف لأطفال ونساء ومدنيي غزة ، رغم كل ذلك ، يعطون عيناً عمياء ، ويديرون أنظارهم في الاتجاه الآخر ، ويطلقون صرخات الترحيب والتبجيل والإكبار ، لأسفل مجرم عرفته الإنسانية في تاريخها المدوّن ، إذ أن مصلحة هؤلاء الممثلين للشعب الأمريكي ، تقبع في الانصياع الكلّي والأعمى لمًا تريده الأوليغارشية الصهيوأنجلوساكسونية .

سميح التايه