يا حبذا لو كف البعض عن تصوير مشكلته مع المــقــاومة في غزة، أو لبنان، بأن قيادتها ذات توجه إخواني، أو شيعي، فكرياً، إذ إن هؤلاء أنفسهم وقفوا في الصف الأمريكي-الـصــهــيــوني أيضاً عند غزو العراق عام 2003، وإبان العدوان على ليبيا عام 2011، وضد البعث والناصرية في الخمسينيات والستينيات، أي ضد التوجه القومي العربي، كما تآمروا على المــقـاومة في فلسطين منذ الثلاثينيات (كما يشهد تدخل الأنظمة العربية لإنهاء إضراب عام 1936 مثلاً لمصلحة الاستعمار البريطاني).
مشكلة هؤلاء أنهم ضد أي مـقـاومة للاحــتــلال، وأنهم جنود الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وأنهم وقفوا دوماً ضد أي نقطة صدام مع الطرف الأمريكي-الــصــهــيــوني عربياً ودولياً، بغض النظر عن الهوية العقائدية لمن يـصادمونه، وما إذا كانوا إسلاميين أو قوميين أو يساريين، أو حتى بوذيين…
ثم، أي خلاف فكري أو حزبي يمكن أن يدفع عربياً مخلصاً إلى دعم الإبادة الجماعية في غزة وتدمير لبنان من طرف احــتــلال دموي مجرم واضحة هويته؟
نعم، أقول دعم الإبادة والدمار، لا الصمت أو التقاعس عنهما، لأن الجسر البري إلى الكيان، والانضواء في منظومة “سنتكوم” للدفاع عن الكيان الـصــهــيــوني صاروخياً وجوياً، اسمه الواضح والصريح دعم العدو في زمن الحرب.
أما بالنسبة لكل عربي شريف، فإن المــقــاووم هو دوماً على حق في مــقــاومته، بغض النظر عن أيديولوجيته أو طائفته، والعميل عميل كذلك بغض النظر عنهما.
تلك هي المسألة باختصار.
د.إبراهيم علوش