في صباح المطر

3 09 2024 7:00 صباحًا
سبتمبر 3, 2024

جاء أيلول بوجهٍ مبلول. جاء بمطر شفيف الروح. وقفت قرب النّافذة المكسورة لأعانق أول المطر..
كانتْ شقوق الجدار تمنحُ للنسيم المبلل بالغبار مساحةً واسعةً للعبور، كان الزهرُ ينبش ذاكرةً جديدةً فوق أوجاع الطين.
كلُّ شيءٍ مختلف.. كل شيءٍ يشبه نفسه هذا الصباح. فالمطر يشبه حنين الماء للبدء، والمدينةُ تشبه جرحها القديم، وأنا أشبه انتهائي الذي أسير إليه سيرَ مصباحٍ عتيقٍ للأبد! وأنت تشبه نفسك، كل شيء حاضر إلا أنت!

مددتُ يدي لأقطف أول قطرةٍ ناعمةٍ. أريد أن أطمئن أنها هادئةٌ ستطرقُ برفق خوف الخيمة الباردة… وبرفق غيمةٍ ستهبطُ على بقايا الأغصان التي تلعق الماء وتنتزعُ أوراقُها الحياة..
وبرفق اوركسترا بهيجة ستغني لطفلٍ صغير يرقص على إيقاع المطر، ما شعور الركام يا صغيري.. وقدماك تنبشان في الأزل، ويداك قنطرتان من الضوء تصلان ما بين السماء والأرض.
ما شعور المطر وهو يهبط مثل نبيٍ.. يهدي الكائنات إلى سبيل النجاة..

١. سبتمبر  ٢٠٢٤م

مريم قوش – غزة