في ظل العدوان الصهيوني المستمر واعتماده سياسات التصعيد في المنطقة، تظهر المقاومة الفلسطينية وحلفاؤها كعنصر حاسم لمواجهة السياسات الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة. إن تحليل كل الأحداث الأخيرة في المنطقة يشير إلى أن الكيان الصهيوني بقيادة حكومة نتنياهو يسعى لتحقيق صورة نصر على حساب الدماء الفلسطينية، متجاهلاً تمامًا كل القوانين الدولية ومسلحًا بالدعم الأمريكي اللامحدود.

منذ بداية العدوان الأخير، يحاول الكيان إفشال كل الجهود لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى أي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب. إن سلوك نتنياهو يظهر عدم اهتمام بإبرام أي صفقة تنهي النزاع، بل يسعى إلى توسيع العدوان بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة كوسيلة لاستعادة الردع ومحاولة تحقيق نصر. في هذا السياق، تأتي عمليات الاغتيال الأخيرة للشهيد فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية والشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران كمحاولة تهدف إلى إضعاف محور المقاومة وإخضاعه للضغوط السياسية والعسكرية.

الدعم الأمريكي لكيان الاحتلال ليس مجرد تعاون تقليدي بين حلفاء، بل هو شراكة استراتيجية تسعى لتعزيز هيمنة واشنطن و(تل أبيب) في المنطقة. الولايات المتحدة التي زودت كيان الاحتلال بمليارات الدولارات من الأسلحة مؤخرًا، تمنع أي تحرك دولي جدي للضغط على كيان الاحتلال لوقف حرب الإبادة على غزة، بل تستغل واشنطن المفاوضات كوسيلة لشراء الوقت وتجنب تصاعد التوترات في المنطقة التي قد تؤثر على مصالحها الانتخابية والدولية.

في ظل هذا العدوان، تبقى المقاومة الفلسطينية ومعها محور المقاومة العنصر الفاعل والمحدد لمسار الحرب، ولا تزال قادرة على الصمود والتحدي وتوجيه الضربات المؤلمة لقوات الاحتلال، مما أربك كيان الاحتلال وداعميه. كشْفُ حزب الله عن منشأة “عماد 4” الصاروخية مؤخرًا يؤكد على الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي حماقة تقوم بها حكومة الاحتلال، التي ستكون فاشلة ومكلفة للعدو.

من الواضح أن الوضع في المنطقة مقدم على المزيد من التصعيد. جولة المفاوضات الجديدة هي مجرد مماطلة، وموقف حماس الأخير منها كان واضحًا. الرد الإيراني ورد محور المقاومة – كما قال السيد عبد الملك الحوثي، وكما ورد في تصريحات الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، حول استمرارية المواجهة وعدم السماح للاحتلال بتحقيق أهدافه – يشير إلى عزم المقاومة اللبنانية على الدفاع عن مكتسباتها والرد على كل عدوان بشكل منفصل ومناسب.

خلاصة القول إن المقاومة الفلسطينية وحلفاءها في محور المقاومة ماضون في منع كيان الاحتلال من تحقيق أهدافه التي تسعى لإعادة ترتيب الإقليم بما يتوافق مع مصالح كيان الاحتلال والولايات المتحدة، ولا يقتصر ذلك فقط على ضرب غزة والضفة.

إن خيار المقاومة والصمود ليس مجرد رد فعل على العدوان كما يعتقد البعض، بل هو استراتيجية متكاملة هدفها حماية الحقوق، وإفشال المؤامرات التي تستهدف الشعب الفلسطيني في هذا العالم مزدوج المعايير. المقاومة هي الأمل الوحيد لاستعادة الحقوق وتحقيق العدالة مهما كان الثمن.

خالد دراوشه – الاردن