سلام القدس لكم وعليكم ورحمة الله على الشهداء والشفاء للجرحى
اليوم الدموي الذي شهده لبنان وجنوبه خصوصاً، يقول أن الكيان ينطلق من حجم مأزق كبير ووجودي و قناعة أن مصير حربه الوجودية يتقرر على المعادلة التي صاغها بنيامين نتنياهو وهي موازين القوى على جبهة الشمال، وقد اختار لها عنوانَ إعادة المهجرين لتنال مشروعية داخلية شعبية مع تراجع ثقة الداخل بخيار الحرب، لكنه بعدما اكتشف صلابة المقاومة أمام القدرة على تجاوز الضربات القاتلة التي وجهت لها بتعاون أميركي إسرائيلي، 5 بالألف من البيئة و5% من البنية مصاب بما يعادل عشرين 11 ايلول بالنسبة لعدد سكان اميركا أي 50 الف جندي و175 ألف مواطن بين قتيل وجريح، مناورة نتنياهو الجديدة بأن يضع خارطة طريق للهدف كي يجلب المقاومة إلى التفاوض على تبادل إعادة المهجرين ووقف النار، وينجح بفصل الجبهات عن بعضها ويربح معادلة تغيير موازين القوى، ولبلوغ هذا الهدف يريد تهجير الجنوبيين بمئات الآلاف وتحويلهم إلى كتلة ضاغطة للتوصل إلى حل تفاوضي تحت شروط نتنياهو، ولذلك هذه ليست الحرب الكبرى التي تتضمن قصف العمق السكني وتبادل حرب المدن لكنها حرب حافة الهاوية تديرها المقاومة بعناية وهدوء وترد بقوة وقسوة على الاهداف الاستراتيجية في منطقة عمقها 50 كلم حتى الآن قابلة للتوسع أفقياً وعمودياً ومعنويات المهجرين الذين ظهروا على الأعلام تتكفل بالجواب – تَهجَّرنا لكننا ننتظر انتصار المقاومة ولا تهمنا البيوت، والشهداء الله يرحمهم – هذه الروح التي تشبه تعليق المصابين بهجمة البيجر تتكفل بربح الحرب لأن الكيان عاجز عن امتلاك مثلها وحيفا مقابل الجنوب بالتهجير على الطاولة.
فهل يوسع عندها نتنياهو دائرة النار وتصل إلى تل أبيب والضاحية ام يفكر بعمل بري يكون مقتلا لجيشه الذي يتهرب من الخطوة أم يجد له الأميركي مخرجا تفاوضياً مفاجئاً لاتفاقٍ مع غزة بدأ الترويج له من الليلة؟
المطلوب الوعي والثبات والضمود والثقة.
الأستاذ ناصر قنديل