ماذا يجري في السودان؟

يشهد السودان حربًا مدمّرة دخلت عامها الثالث، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص وشرّدت ملايين، في ظلّ صمتٍ دوليّ يكاد يكون تواطؤًا.
تغذّي هذه الحرب شبكات الدعم الخارجي التي تمدّ الطرفين بالسلاح والمال والنفوذ.

في مقدّمة الداعمين تأتي الإمارات العربية المتحدة التي تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة والطائرات المسيّرة والإمدادات الطبية عبر طرق لوجستية من تشاد وجنوب السودان، ما مكّن الميليشيا من ارتكاب مجازر في دارفور ومدن أخرى، وأسهم في إطالة أمد الصراع وتدمير البلاد. دوافع أبوظبي ليست إنسانية أو سياسية، بل اقتصادية واستراتيجية، إذ تطمح للسيطرة على مناجم الذهب في دارفور وترسيخ نفوذ دائم في البحر الأحمر عبر وكلائها المحليين. وهكذا تحوّلت إلى أحد أبرز صانعي المأساة السودانية، مدفوعةً بجشعٍ يتجاوز حدود الجغرافيا.
في المقابل، تلقّى الجيش السوداني دعمًا من إيران وروسيا ومصر وتركيا؛ فأمدّته طهران بطائرات مسيّرة، وقدّمت موسكو دعمًا استخباراتيًا وسعت مع إيران إلى إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان، فيما زوّدته القاهرة بطائرات تركية الصنع واستشارات عسكرية. وقد ساهم هذا التدخل المتعدد الأطراف في تعقيد الحرب وإطالة مأساتها، بينما تكتفي واشنطن والعواصم الغربية ببيانات القلق والعقوبات الرمزية.

ويليام برندج (William Brundage)
باحث أميركي مختصّ في شؤون الأمن الدولي والقرن الإفريقي.

الرفيقة لينا الحسيني