تراب الجنوب

25 09 2024 5:42 صباحًا
سبتمبر 25, 2024

تختلف التسميات وترسّم الحدود لكن تبقى الروابط الأصيلة  قريبة دوماً حتى وإن تم فصل الشعوب التي تربطها القلوب والأسماء ، فشحرور لبنان هو ذاته شحرور فلسطين ويبني ذات العش القوي المغطى بالطين من الداخل.

لذلك فإننا نرى أن أول مَن يهبُّ لمساندة الفلسطيني هو أخوه اللبناني، وهذا لا يقتصر على أخوة هذين الشعبين فقط فكل الوطن العربي يتشارك في هذا الوجدان وصلة القربى ولكننا اليوم في صدد التقريب على المشهد الحاصل في جنوب لبنان الأبي، فلا يخفى على الجميع كيف تفاعل أبناء القطاع الذين مازالوا يواجهون معركة الإبادة الوحشية حين يرسلون رسائل التعاطف والإكبار لإخوتهم في الجنوب الذي شاركهم الألم نصرةً لغزة وفلسطين وقدم العديد من أقماره على طريق القدس.

غريب أمر هذا العدو كم هو أعمى، فبمجرد أن قام باستهداف جنوب لبنان ببطشه ، وسع من دائرة الثأر وأججها بدائرة أوسع مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر وقبل هذه الهجمة على لبنان، إنه عدو لا يعرف إلا لغة البطش أمام شعوب لا تملك إلا الشرف والقتال من أجل الأرض للذود عن أبنائها دون ضعفٍ أو  استسلام  حتى و إن كان السبيل لذلك تقديم الأرواح والدماء، فرغم كل السنوات التي سعى فيها الاستعمار وأعوانه في ضخِّ السموم للتفريق بين أبناء الأمة طائفياً و سياسياً، فسرعان ما قام بإبطال تلك السموم فور احتدام المواجهة وبعد أن أريقت الدماء الطاهرة.

نعم تراب لبنان كتراب فلسطين، كلها شربت من دماء أبنائها، وعلت أرواحهم في سمائها، ولا سبيل أمامنا إلا نصرة مقاومتنا في لبنان كما في فلسطين، فالحرية لا تتجزأ وليست حقاً لفئة دون أخرى، فعدونا مشترك ولن يلجمه إلا القوة، والقوة يلزمها الوحدة، وإلا فلا تعجب إذا ما رأيت بأنك المستهدف القادم إذا لم تنصر إخوتك، فإن العدو لا يملك سوى هذا الأسلوب، بالأمس شاهدنا تعمد استهداف أطفال غزة واليوم نشاهد ذات المشهد مع أطفال لبنان.

تحية للشهداء -كل الشهداء- وسلام على رجال السلاح في كل ساح، وأما العدو فليس له إلا الفعل بالميدان.

صلاح الدين حلس – الكويت