الضربات العسكرية المباشرة التي وجهتها المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) ضد اهداف عسكرية حساسة في عمق الكيان رداً على العمليات الالكترونية واللاسلكية والاجرامية التي ارتكبها العدو ضد لبنان أيام 17 و 18 و20 أيلول 2024.

والحشود الهائلة التي ودعت شهداء المقاومة الابطال في المدن والبلدات والقرى اللبنانية التي ينتمون اليها.

العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية في فلسطين والتي أكدت ان كل جرائم العدو ومجازره في غزة والضفة لم تستطع ان تغيّر ملامح الهزيمة التي يعاني منها العدو منذ السابع من أكتوبر عام 2023.

كلها عوامل اكدت كم كان نتنياهو وزمرته مخطئين في حساباتهم حين ظنوا ان استهداف ثلة من المجاهدين والمواطنين كفيلة بارباك المقاومة التي بات عمرها اكثر من  42 عاما وتحولت الى مدرسة لتخريج أجيال متلاحقة من القادة والكوادر والمجاهدين.

 بل ان سرعة الرد العسكري والجماهيري، ناهيك عن الرد السياسي بالتمسك بموقف المقاومة المصرّ على استمرار القتال حتى وقف العدوان على غزة قد كشفت للعدو أنه يواجه هذه الأيام مقاومة تجيد تقدير الموقف والتعبير عن صلابته كما تجيد القتال مع العدو.

كذلك هو الرد الوطني اللبناني الجامع الذي اكدّ انه مهما اختلف اللبنانيون فيما بينهم في قضاياهم الداخلية، فهم يد واحدة، وصوت واحد، وموقف واحد ضد أي عدوان على بلدهم، وضد عدو عرفوه وخبروه منذ نكبة فلسطين عام 1998، وقدّموا في مواجهته شهداء وجرحى في المجازر والاعتداءات التي لم تتوقف منذ ذلك الحين.

واذا كان هناك من دروس مستفادة من هذه التجربة القاسية التي مرّ ويمرّ بها لبنان، عشية استعداده لاحياء الذكرى السنوية الأولى لملحمة “طوفان الأقصى”  فان الدرس الأول هو ان العدو يعيش جنوناً سببه مأزق وجودي يتمثل بعجزه عن احراز نصر حاسم أو تحقيق أي هدف من أهدافه كما عجره عن وقف العدوان لأن وقفه هو هزيمة معلنة له ولداعميه.

 نعم انه مأزق وجودي للكيان نفسه، قبل ان يكون مأزق نتنياهو والزمرة الفاشية العنصرية  الإرهابية المتحكمة بقرار الحرب والعدوان في هذا الكيان الصهيوني، ولا شك أنها أيام صعبة يمر بها لبنان الذي خبر الأيام الصعبة وكيف يخرج منها منتصراً.

23/9/2024

معن بشور