من المعروف للمؤرخين والخبراء أن معركة كورسك كانت فاتحة الهجوم الروسي المضاد، والتي صُنفت كأكبر معركة دبابات في التاريخ ، لهذا تكتسب كورسك رمزية هامة في مسار هزيمة النازية .
في الأهداف :
– يحاول زيلنسكي من خلال إعطاء الأوامر لجيشه بالهجوم على اتجاه كورسك أن يُرسل رسالة لروسيا أن رمزية كورسك مهددة، وأنه ومن وراءه من الغرب الجماعي قادرون على المس بهذه الرمزية .
– يمثل زيلنسكي في هذه الخطوة مجرد ساعي بريد انتحاري، تكفل بإيصال الرسالة لاستغلالها في البعدين الإعلامي والنفسي، للتأثير على وعي الشعب الروسي، وبنفس الوقت رفع معنويات الشعب الأوكراني، بغض النظر عن الكلفة العالية لهذه الرسالة .
– على المستوى العسكري لا قيمة عسكرية للخرق الذي تم إنهاؤه، وهي مع محاولات الخرق الأخرى في مقاطعة سومي مجرد محاولات إشغال للجيش الروسي، لا بل بالعكس يمكن ان تمثل مع عمليات خرق سابقة في بيلغورود دافعاً للقيادة الروسية ببدء تفعيل خطط إنشاء المنطقة الآمنة داخل أوكرانيا بعمق ٣٠٠ كلم وهو ما بات – خصوصاً في ظل وصول طائرات إف ١٦ – ضرورة وليس ترفاً .
– دفع الجيش الأوكراني في هذه العملية ثمناً باهظاً لجهة عدد القتلى – الذي تجاوز الألف من الجيش الأوكراني – إضافة للعدد الكبير من الآليات الذي تم تدميره .
– من المؤكد أن الأوكران – وطالما بقي القرار الروسي الإبقاء على مستوى العملية الخاصة – سيعيدون الكرّة للاستخدام في الحربين الإعلامية والنفسية، ما يستوجب التعجيل في إطلاق مستوى الحرب ولكن المحدودة، والخروج من مستوى العملية الخاصة، وهو ما تؤجله روسيا لأسباب مختلفة، من بينها عدم الرغبة في دفع خسائر بشرية واقتصادية، ستكون في الحد الأدنى خمسة أضعاف الكلفة الحالية .
عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية الروسية .