السابع.. والرؤيا اليقين.. فعلها الرجال!
الأصدقاء الأحبة أعيد إليكم في ذكرى الطوفان بعد مرور عام المادة التي كنت أنشرها شهريا عبر صفحتي التي أغلقها محتلو الفيسبوك سابقا
وكلّ ما مرّ بنا خلال عام يزيدنا يقيناً بالمقاومة سبيلاً وحيدا للتحرير.. وقد افتتح سماحة اليقين الحبيب سيّد الشهداء الأمين حســـ.ن نصــ.ـر اللـــ.ــه بوابة التحرير بكل تأكيد حارقاً وراءه كل دروب التوقّف عن ذلك… المراكب كلّها تبحرُ نحو الأقصى!
تفضلوا بالقراءة
……….
أرقُ طوفانِ الأقصى ١ …!!!
السابع.. والرؤيا اليقين.. فعلها الرجال!
يخطَفُ هذا الطّوفانُ سُهدَ الليالي من عيوني .. وكم يطيبُ لي ذلك !
غريبةٌ هي الذاكرة ! تشبهُ إلى حدٍّ بعيد حبرَ التاريخ
عزيزٌ وثمين! تماماً مثل طوفان الأقصى !
أحقاً يحدثُ ذلك ؟!
هل ستتحقق تلك الرؤيا فعلاً؟!
لمَ لا والضّيفُ الغريبُ الملثّم قد قال “عقدنا العزم”؟!
يعجبني حتى جنونُ الألقاب .. الضّيف !
أبتسم وأنا أذكر .. كنت صغيرة .. حربٌ ما وقعت فخرجنا طوفاناً في الشوارع والحارات نقصدُ الحج وكنا نهتف “يابشار ويالحود بالله افتحولنا الحدود”
كنت أعني ذلك حقاً!
ثم حربٌ ما وقعت وعمّمتِ القيادة في سورية أن نفتح بيوتنا لأهلنا في الجنوب .. عشنا ذلك حقاً!
حربٌ وقعت .. فوجهت القيادة في سورية عبر التلفزيون الرسمي والإذاعات والصحف توجيها غريباً : أشعلوا شمعة من شرفات المنازل تضامناً!
أشعلت واحدة وخرجت إلى الشرفة .. بدأ الخيال يسرح .. كانت حقاً شرفات البيوت في دمشق كلٌّ منها تضيء منها شمعة!
بدت دمشقُ كأعظم كنيسةٍ في الكون تشعلُ الشموع لمريم البتول وابنِها الجميل جداً .. عيسى المسيح!
أذكر أنني كنت صغيرة .. مشكلتي أنني لا أُعنى بحفظ التواريخ والأسماء .. لكنني كنت مهتمة جدا بسبب إشعال شمعة !
هل ستحرر الشمعةُ فلسطين وجنوب لبنان والجولان ؟!
كنت واثقة أنها ستفعل ..
أبتسم في داخلي وأهمس لنفسي “لابدّ أن شيئا ما سيحدث”
وذات حرب أذكرها جيداً وكنت شابة في مطالع العنفوان .. كنت أتحدث على الهاتف مع صديق لي .. انطفأت الكهرباء في دمشق
قلت له .. فقال لي وهنا أيضا في كل اللاذقية
وأردف : بل في سورية ولبنان
وضحكنا
قلت : يارب
ضحك : عطل عام عطل عام !
حديث ما في نجوانا لم نبُح به “إنهم ينقلون السلاح”
أتساءل حقاً من أين كان يأتينا هذا اليقين ؟!
أبتسم لأننا كنا جميعاً مقاومين بالفطرة ..
كيف كنا نعرف من دون أن يخبرنا أحد وعلى الرغم من أننا في الحقيقة طلاب مدارس أننا يجب ألا نفوه بشيء
“ربما العدو يتجسس”!
مرت الساعة .. الوقت حساس جدا
عادت الكهرباء .. وتصلح العطل العام في لبنان وفي الشام!
أضحك .. أتنهد .. أحلم بتحقيق تلك الرؤيا !
أراهم الآن ونتكلم معاً طوال الوقت .. أرى كل شهيد أُسريَ بروحه من سورية إلى فلسطين .. أراهم كيف يقاتلون .. أرى بطل سجن حلب المركزي إلى جانب النابلسي العشريني يضحكان معاً ويتقاسمان حصّتَهما في الحصاد .. حصادِ جنود الاحتلال .. كلاهما لهما أمٌّ دعت وهي تزفُّ ابنها “الله يهدّك يا إس را ئ يل”
كل الأمهات كنّ يدعين بذلك ويُلحقن أمريكا بربيبتها الصه يو نية
كنت أعلم يقيناً أن الله سيجيب دعواتهن .. وأتساءل كيف سينتقم الله ؟!
جمع دموع الأمهات طوفاناً وأسرى بالشهداء والقديسين إلى حرم الأقصى مسوَّمين بالحق .. وأرسل ضيفاً ملثماً يعلن إرادة السماء “لقد عقدنا العزم” “معركة طوفان الأقصى”
شاهدتُ بأمٍ العين كيف أن رئيس حكومة العدو يصرخ ويبكي ويرتجف هلعاً .. صرخ مستنجداً بشارون!
لكن شارون في قمقمِ الغيبوبة البرزخية يصرخ هو الأخر!
رأيته وحاشيتَه وجيشَه يُهرعون إلى الأقبية ويتعثرون بأرجلهم المرتجفة!
أجزلتُ الشماتة بهم على الهواء في التلفزيون ..
سمعتُ نتن ياهو يشتمني ويتوعدني لأنني .. ذات يوم .. أشعلتُ شمعة !
“يُتبع”…
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية_دمشق