نشأتها وبيئتها وأصولها وزوجها وارتقاؤها حتى غدت نائباً للرئيس، وترشيح بايدن لها، يجعل حظوظها في مقارعة ترامب هي الأرجح برغم وجود منافسين لها من قادة الحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن.
السؤال هل تصل إلى البيت الأبيض أم تكون عود ثقاب إشعال برميل البارود؟
مع أنها الأبرز والأقدر على مزاحمة ترامب إلا أن المعطيات الوافرة حتى اللحظة تميل لصالح ترامب فكل العوامل جرت في صالحه.
كاميلا مرشح قوي أُعد منذ زمن، ومن أعدها يعرف جيداً أمريكا؛ فهي من أصول آسيوية ووالداها من غير الأنجلو ساكسون البيض وزوجها يهودي، وكانت قاضية ومحسوبة على يسار الحزب من جماعة ساندرز، وترشيحها نائباً لبايدن أدى إلى انتصار الديمقراطي في انتخابات ٢٠٢٠ إذا استبعدنا اتهام ترامب بالتزوير.
يسار الديمقراطي وفريق ساندرز معادون لنتنياهو ولعدوانية إسرائيل ومتحمسون للمهاجرين ويمثلون الفقراء والمهمشين في أمريكا ويدعون للعدالة الاجتماعية وضد وول ستريت والليبرالية المتوحشة.
فالمنطقي أن ترشيحها يستفز الإيباك واللوبيات الصهيونية والصهيونية المسيحية وبيئتهم الانجيلين الذين كسبتهم حملة ترامب باختيار فانس منهم نائباً له.
حملتها مرتبكة وزمنها قصير وإرث بايدن وحقبته تضغط لغير صالحها والأنجلو ساكسون البيض عنصريون ومسلحون وراديكاليون وقد أخذت حملة ترامب زخماً وغدت أصلب وأقوى مع فانس.
بافتراض أنها كسبت الجولة وانتخبت رئيساً فلن يتركها ترامب وفريقه، وسيتهمون النظام بالتزوير وسيضع تهديده موضع التنفيذ وقد وعد أمريكا بحمام دم و بأن تكون آخر انتخابات إذا لم يكن هو ساكن البيت الابيض.
أصول كاميلا وتمثيلها للهسبانك والملونين ستكون عناصر حافزة لالتفاف البيض والأنجلو ساكسون حول ترامب ومجاراته، فلن يقبلوا انتزاع أمريكا منهم ومازالت نسبتهم تقارب ال٦٠% إضافة إلى أنهم متماسكون ومتشربون للعنصرية ومقاتلون ومسلحون ببينما الحزب الديمقراطي مفكك ومتصارع وأضاع هويته ومميزاته.
أمريكا بعد ٢٤٨ سنة على استقلالها ووحدتها تبدو مأزومة هيكلياً وبنيوياً وتحتاج إلى إعادة نظم وصياغة نظامها وإجراء تغييرات جدية في توازناتها والتوازن بين السلطات والولايات والهويات، وتشهد انحساراً متسارعاً وتتقلص هيمنتها ومكانتها ويعاندها أقوياء صاعدون وتلتهب المقاومات والسعي للتحرر من هيمنتها في القارات فقد فقدت جاذبيتها وقوة نموذجها وأصبحت مرذولة ومسؤولة عما تعيشه البشرية من أزمات وانهيارات.
الاقتصاد الرأسمالي التي تبوأته في حقبة الليبرالية المتوحشة فقد جاذبيته واختبر وولد كوارث للشعب الامريكي ولشعوب العالم واستُنفذ حتى انتهت صلاحياته .
مخاطر الانهيار الدراماتيكي للنموذج الاقتصادي ماثلة للجميع وكل عناصر وأسباب الانهيار موفورة ولا أفق للترقيع والمعالجة او التصدير فكلها جُرِّبت واستُنفذت.
الحواصل؛ أمريكا بين ثلاث خيارات:

  • ترامب رئيساً وتغير نوعي في هيكلياتها ونظامها ودورها العالمي.
  • كاميلا هاريس أو ديمقراطي رئيساً وفوضى لا تخلو من العدوانية والسلاح .
  • لا انتخابات لأسباب التوازنات القلقة أو نجاح لوبي العولمة والحكومة العالمية الخفيفة بسوقها للفراغ أو التسبب بحرب تجيز لها تأجيل الانتخابات وتنصيب هاريس كنائب للرئيس بغطاء إعلان حالة الطوارئ وحالة الحرب.
    كيفما ذهبت الانتخابات الأمريكية وأي سيناريوهات سلكت .
    امريكا منحسرة وانسحابية ومأزومة ومنشغلة بنفسها.
    إنها فرصة الأمم والشعوب ليظفر من يستثمر فيها!

د. ميخائيل عوض-بيروت