عالمٌ يحكمُه الطوفان!!

22 07 2024 7:00 صباحًا
يوليو 22, 2024


“تنتشر ظاهرة تُعرف بـداء الهزيمة بين فئة لا بأس بها من الناس، ومن أبرز أعراضها “تحميل المقاومة المسؤولية عن الأوضاع المأساوية نتيجة العدوان الصهيوني على غزة”، يُظهر المصابون بهذا الداء عدم تقديرهم لعمليات المقاومة في فلسطين أو خارجها، وكذلك التشكيك في الجدوى من التغيرات في مواقف بعض الدول الغربية أو مواقف محكمة العدل الدولية.
من أسوأ أعراض هذا الداء هو “التأقلم مع المجازر التي تحدث في غزة والتعايش معها كأمرٍ واقعٍ”.
و هذا المقال بمثابة دواءٍ لكل شخص مصاب بهذا الداء من خلال الحقائق والوقائع

-كيف تغيَّر العالم بعد ملحمة طوفان الأقصى؟
في أوّل ساعات الصباح من يوم السبت (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م) الموافق لـ (22 ربيع الأوَّل 1445 هـ) أعلَن القائِد العام لكتائب القسَّام مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداءات المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل «، وأستطيع القول بدون مبالغةٍ أننا في هذا اليوم دخلنا عصراً جديداً.
فيما يلي نقاط تدل على أن طوفان الأقصى غيّر العالم فعلاً وليس مجرد تغييرٍ مؤقَّتٍ أو ظاهريّ..
1-ضعف قوات الاحتلال
إنَّ غزة “أصعب ساحة قتال في العالم” يقول المتحدّث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري.
تعتمد قوَّات الاحتلال بطريقة شبه كاملة على التفوّق الجوي ولا يمكنها القتال برّاً حتى إذا أرادوا ذلك.
ووفقاً لأرقام العدو ، فإن عدد قتلى الجنود ارتفع منذ السابع من أكتوبر إلى 644 قتيلاً بين ضابط ومجند، من بينهم 293 في معارك بريّة في قطاع غزة، كما تشير البيانات أيضاً إلى أنَّ عدد الجنود المصابين في المعارك البرية في غزة منذ ٧ أكتوبر الماضي وصل إلى 1848 جندياً.

وتشير الصُّحف الإسرائيلية، إلى أنّه من المتوقَّع أن يستقبل مركز إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية 20 ألف مجنّد هذا العام مع استمرار القتال في غزة ، %80 منهم بسبب الإصابات الناتجة عن الحرب، و وفقاً لوزارة الحرب في الكيان استقبلت مراكز إعادة التأهيل أكثر من 64000 مجنّد منذ 7 أكتوبر، و هذا ما يساوي ثلاثة أضعاف ما استقبلته في عام ٢٠٢٢ !!

صحيفة” تايمز أوف إسرائيل” قالت إن أكثر من 64 ألف جندي يعالجون حالياً في مركز إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وأكثر من ثمانية آلافٍ منهم يعالجون من اضطراب ما بعد الصدمة المعروفة.

كما أنه وبحسب وزارة الحرب، فإن %21 من الذين عولِجوا في مراكز إعادة التأهيل خلال الحرب يعانون من ”إصابات في الرأس“ أو يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو حالات نفسية أخرى.

وفقاً للموقع فإنَّ الإصابات الأكثر شيوعاً بين المجندين هي فقدان الأطراف أو إصابتها ، أو الاضطرابات النفسية ، أو الإصابات في الأعضاء الداخلية…، وتحسُّباً للزيادة المتوقعة في عدد الأفراد المصابين بصدمات نفسية، يعمل قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب على زيادة كفاءة العلاج النفسي عن طريق مبادرات لتوفير دعم مخصص للجنود الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية.

ويقدم قسم إعادة التأهيل حالياً الرعاية لحوالي 62000 شخص من ذوي الإعاقة أثناء الخدمة، ومن المتوقع أن يصل عدد المعاقين في جيش الاحتلال وقوات الأمن الخاضعين لرعاية قسم إعادة التأهيل إلى .100,000 عام ٢٠٣٠ .

وفقا لتقرير صادر عن ” إي جويش فيلانثروبي” ، فإن مؤسسة “إسرائيلية” دوائية متخصصة في دراسة آثار الدواء والمخدرات تخطط لاستخدام عقار ” إم دي إم أيه” المعروف باسم عقار النشوة لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة لسكان منطقة غلاف غزة والجنود “الإسرائيليين”.

وفقاً لموقع ” ماتزاف” الإسرائيلي فقد قامت وزارة الحرب الصهيونية مؤخّراً برفع ميزانيتها المخصَّصة “لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة” والاضطرابات العقلية الأخرى للجنود إلى ستة ملايين شيكل إسرائيلي، كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن حملة توظيف وتطوُّع في منتصف يناير الماضي خُصّص لها 380 مليون دولار بهدف تعزيز نظام الصحة العقلية للمجتمع لمواكبة الضغط على قطاع الصحة العقلية.

وكشفت وسائل إعلام محلية، أنَّ أكثر من 10 آلاف يعانون من إصابات جسدية ونفسية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر ٢٠٢٣ .

ونقلت وسائل عبرية أخرى “عن محللين عسكريين إسرائيليين ” وجود 10 آلاف جندي معاق ، وكثيرٌ منهم شُخصت أمراضهم على أنها “معاناة نفسية”، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الجنود يعاني من أعراض ما بعد الصدمة.

تشير المواقع الإسرائيلية إلى أن الوسيلة الأكثر نجاعة لعلاج الآثار النفسية التي أصيبت بها قوات الاحتلال، هي محادثات مع علماء نفسيين يترددون بأعداد كبيرة إلى قواعد جيش الاحتلال حول قطاع غزة وأحياناً عند الحدود الشمالية، ويجرون تلك المحادثات مع الجنود قبل المعارك وبعدها.


في تقرير سابقٍ لصحيفة “هآرتس” تم تسريح 90 جندياً من الخدمة بسبب مشكلات نفسية منذ بدء الحرب على غزة، الصحيفة أضافت أن “1600 جندي عانوا صدمات الحرب وأعراض التوتر”، وبينت أنه هناك ثلاثة آلاف جندي تواصلوا مع خط المساعدة المعني في الصحة النفسية .

فيما أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “قسم التأهيل في الجيش قرر إطلاق برنامج لمساعدة الجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب الحرب، وتشكيل فرق من ممرضين، وأطباء نفسيين، يستطيعون التعامل مع الميول الانتحارية من أجل إجراء تقويم للجنود الذين يعانون اضطرابات نفسية. وأضافت الصحيفة أن الحرب على غزة تفرض ثمناً باهظاً لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، خصوصاً بين المعاقين من جنود جيش.

2- “إسرائيل” بعد الطوفان
من بين المتغيرات في الداخل الفلسطيني المحتل هي كسر صورة “إسرائيل” كملاذ آمن للمستوطنين الصهاينة، فرئة المشروع الصهيوني حتى قبل قيام الكيان هو التدفق المستمر للمستوطنين من أنحاء العالم خاصة أوروبا لكن ما يحدث الآن في الكيان يسمى “هجرة عكسية” والهجرة العكسية هي ظاهرة تشكل إشكالية وجودية لدولة الاحتلال، إذ نشأت “إسرائيل” على أساس جذب المستوطنين من أوطانهم الأصلية وإغرائهم بالقدوم إليها كأرض الأمان والازدهار، لضمان أغلبية صهيونية على حساب الفلسطينيين. ولتحقيق ذلك، استخدمت “إسرائيل” وسائل قسرية لتهجير الفلسطينيين وفرض أنظمةٍ وقوانين تعسفية.
لكن على مدار سنوات الاحتلال، أثبت الفلسطينيون صمودهم، مما أدى إلى فقدان المستوطنين الشعور بالأمان، وارتفاع وتيرة الهجرة العكسية .

قبل السابع من أكتوبر، ارتفعت وتيرة الهجرة العكسية بسبب الصراعات الداخلية والخوف من المستقبل، و كشفت استطلاعات الرأي أن 25% من الصهاينة يفكرون بالهجرة، بينما بدأ 6% إجراءات فعلية لذلك حسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”.
و ذكرت وزارة الاستيعاب “الإسرائيلية” أن ثلث المستوطنين يؤيدون الهجرة بعد عملية سيف القدس، ودراسات أخرى أظهرت أن 59% قدّموا طلبات للحصول على جنسيات أجنبية.

لكن منذ طوفان الأقصى، تفاقمت الظاهرة بسبب الحرب على الفلسطينيين في غزة، وازداد عدد “الإسرائيليين”، حيث تشير التقديرات إلى أن 230 ألف صهيوني قرروا المغادرة، فطلبات اللجوء إلى البرتغال ازدادت بنسبة 68%، وتضاعفت طلبات الحصول على جنسيات أوروبية أخرى.

لم يعد الكيان مكاناً آمناً حسب اعترافاتِهم!

3-الطوفان قطرة الماء التي أفاضت الكأس،
ما أقصده من هذه العبارة التي قد تكون غريبة عند البعض، هو أن العالم بطبعه ذاهب نحو التغيير قبل الطوفان من خلال صعود قوى جديدة في العالم كروسيا الاتحادية والصين الشعبية، والجمهورية الإسلامية في إيران حليف المقاومة وذلك بعد انتصار سورية في حربها على المؤامرة الكونية عليها التي شُنَّت بحربٍ دعمها وموّلها ما يزيدُ على مائةٍ وثلاثينَ دولة وفق تقارير.
كما بدأنا نستنتج أن العالم بدأ يتغير من العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد أوكرانيا و حلف الناتو التي زعزعت استقرار علاقات أوروبا مع الولايات المتحدة الأمريكية.
يمكن القول إنَّ العالم بدأ يتغير في فبراير شباط 2022 كما نقول إن العالم تغير بعد أكتوبر تشرين الأول 2023.
أستطيع إضافة أن المقاومة استثمرت الظرف الدولي الذاهب نحو عالم متعدد الأقطاب لتنفيذ العملية المباركة.

4-تغيير مواقف الدول
لا شك أن كل الإدانات من قبل بعض الحكومات الغربية وموجات الاعتراف بالدولة الفلسطينية ،و قطع العلاقات الدبلوماسية أو تجميدها مثل جنوب افريقيا وكولومبيا وبوليفيا ،و قرارات محكمة العدل الدولية و الجنائية الدولية .كقرار اعتقال نتنياهوعلى سبيل المثال ،رغم القرار الظالم باعتقال القائد يحيى سنوار حيث إنها ساوت بين الجلاد والضحية، لكن من كان يتوقع صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال ؟!
كل هذا الطوفان و كل ذلك يعني أن المقاومة أثبتت أنها قادرة على إحداث التغيير.

5-التدخلات الإقليمية
تقاتل ضد الكيان الصهيوني وداعميه جبهات متعددة، بالإضافة لجبهة غزة، في الشمال يوجد حزب الله أساساً والذي فتح جبهة إسناد من اليوم الثاني للطوفان والذي قام ومازال يقوم بعمليات نوعية بالإضافة الى فصائل مقاومة فلسطينية ولبنانية، وجبهة الجولان والتي فيها فصائل مقاومة فلسطينية وسورية (بدعم من سوريا) والجبهة اليمنية والتي بدأت تحت اسم ” معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” في 19 أكتوبر 2023 من طرف المجلس السياسي الأعلى التابع لحركة أنصار الله.


بدأت القوات المسلحة اليمنية باستهداف الأراضي المحتلة ثم السفن الإسرائيلية أو أي سفينة متجهة الى الكيان (بداية بالبحرين الأحمر والعربي حتى المتوسط مؤخراً) ثم الأمريكية والبريطانية، لدرجة أن مضيق باب المندب والبحر الأحمر أصبحا خطّاً أحمرَ، وهذا أثّر على اقتصاد الكيان والحلف الداعم له (أعلن ميناء إيلات الإسرائيلي الواقع في مدينة إيلات أقصى الجنوب، إفلاسه رسمياً، بعد أكثر من ثمانية أشهر من الشلل التام في نشاطه -مونتي كارلو-) ، كما لا يستطيع أحد نفي مشاركة المقاومة العراقية التي شاركت في بعض العمليات بمفردها كقصف حيفا أو تعاوناً مع الجيش اليمني.
لكن أكثر الأحداث إبهاراً هو القصف الإيراني على الكيان في الأراضي المحتلة في منتصف نيسان 2024 كردّ على قصف قنصليتها بدمشق كأحد الأسباب.
6-الاحتجاجات
رغم وجود فئة من المجتمع الدولي عامة – والعربي للأسف – الذي تصالح مع المشهد أو لم يعد مهتماً بما يحدث في غزة من إجرام – وهذه حقيقة مؤسفة -, توجد فئة أخرى صارت ملتزمة بالقضية الفلسطينية التزاماً صارماً أحياناً لدرجة أن أي موقف صهيوني أو حتى “رمادي” يثير ضجة.
هنا سأتحدث عن الاحتجاجات في الجامعات الأوروبية والأمريكية لأن هذه الدول حتى نوفمبر، إذا جاز لي القول، كانت تسود فيها السردية الصهيونية. وكان اللوبي الصهيوني قوياً جدًا في التأثير على الناس وجعلهم يعتقدون أن “إسرائيل” دولة شرعية، وأنها النظام الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط وأنَّ “العرب أشرار يريدون تدمير إسرائيل لأنهم يهود” ولا تجد عادةً مواطناً أوروبياً أو أمريكياً مؤيداً للقضية الفلسطينية إلا إذا كان مثقفاً قادراً على التحرر من سيطرةِ الماكينات الإعلامية الغربية.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبحت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل بارزة في الجامعات الأمريكية والأوروبية، وبلغت ذروتها في ديسمبر عندما شهد رؤساء جامعات هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بنسلفانيا أمام الكونغرس بشأن ادعاءات معاداة السامية، نتج عن هذه الاحتجاجات استقالات عدة رؤساء جامعات بعد حملات تحريض من اللوبي الصهيوني.

تزايدت الاحتجاجات، خاصة في جامعات هارفارد وكولومبيا على سبيل الذكر، و قامت مظاهرات في دول أخرى مثل كندا، أستراليا، وفرنسا .
ردت الإدارات الأمريكية والجامعية على الاحتجاجات بالعنف والاعتقالات والفصل التعسفي، معتبرة أنها تشكل تهديداً للكيان في الرأي العام.

تاريخياً، كان للحركات الطلابية دور محوري في التأثير على السياسات، مثل احتجاجات الطلبة في بريطانيا عام 2010 و”ربيع القيقب” في كيبك الكندية عام 2012، الجديد في الاحتجاجات الحالية هو قدرتها الكبيرة على التعبئة بفضل التنوع والشبكات الاجتماعية.

تتميز الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة بتنوع الفئات والأيديولوجيات، وتشكيل هوية طلابية جماعية تركز على القضية الفلسطينية، كما أنَّ انخراط اليهود المعارضين لجرائم الاحتلال أضر بالسردية الصهيونية، وقد شملت مطالب هذه الاحتجاجات وقف الحرب والمقاطعة وسحب الاستثمارات، وهي مستمدة من حركات مثل BDS وتحالف جامعة كولومبيا لإنهاء الفصل العنصري.

تشريعات مكافحة المقاطعة في الولايات المتحدة وأوروبا قد تتأثر إذا نجحت هذه الاحتجاجات، مما يعيد الحياة لحملات المقاطعة. الولايات المتحدة تحاول تطويق الاضرار بمكانة “إسرائيل”، لكن المظاهرات داخلها أظهرت خلافات في المجتمع الأمريكي وأربكت العلاقة بين الطبقة السياسية والمؤسسات التعليمية.

الاحتجاجات الطلابية أثبتت القدرة التنظيمية الكبيرة للمنظمات الطلابية وحفَّزت فاعلين آخرين للمشاركة.
أظهرت الاحتجاجات تضحيات الطلبة وإيمانهم العميق بالقضية الفلسطينية، مما قد يؤثر على انخراطهم المستقبلي في السياسة.

الاحتجاجات كشفت تورط بعض الجامعات في أبحاث عسكرية مع الاحتلال، مما أثر على سمعتها ودفعها للحوار والتوافق مع مطالب الطلبة.
خلاصة القول، رغم الألم والصعوبات والمجازر بحق أهلنا والأنباء العاجلة التي تسبب لنا آلاماً نفسية مبرحة، لا يمكن القول أنَّ العالم لم يتغير ولن يتغير ، فانتصار المقاومة وتحرير فلسطين مسألة وقت… وليس كلاماً نابعاً عن مشاعر،
لقد طفح كيل الشعب الفلسطيني وصار مستعداً للمواجهة.
للتذكير: إنَّ الجزائر منذ ثورتها حتى الاستقلال سنة 1962 ارتقى منها قرابة المليون ونصف المليون شهيداً، ولولا دماء الشهداء الزكيَّات الطاهرات لبقيت تحت الاستعمار، أو كحد أقصى ممكن أن تكون قد حصلت على استقلال رمزي ظاهره استقلال وباطنه استعمار جديد.

أختم هذا المقال بقصيدة أحمد محرم “يا فلسطين صبراً إن للفوز موعداً…فإلّا تفوزي اليومَ فانتظري غداّ”

نذير محمد-تونس