عزيزٌ يا يمنَ المحورِ والعروبة!!

من كان يتخيَّلُ أننا سنفيقُ ذاتَ فجرٍ من أيامِ الطوفانِ المجيدِ لنخطَفَ من يحيى السريع صوتَه الجليل، ونردِّدَ بلسانِ الزمان:

تعلنُ القواتُ المسلّحةُ اليمنية، عن تحريرِ بحرِ غزةَ من سجنِ “الأمنِ القوميِّ الأمريكيِّ”، وتسميةِ الأزرقِ الممتدِّ في جغرافيةِ منطقتنا “الأمنّ القوميَّ لقضيتِنا”.؟!!

جديرٌ هو اليمنُ وأهلٌ هوَ بمقاومتِهِ الباسلةِ المخلصةِ أن يحبِسَ إليه مرجَ البحرين، بل والمحيطين، ليقولَ لأهلِ غزّةَ العظماء، إذا كان العالمُ الغربيُّ مع تحالفاتِه في المنطقةِ قد تكالبَ علينا كُرمى لأحداقِ “إسرائيلَ” الشيطانية، فإننا ناصروكِ ومُعِزُّوكِ بما سيدهشُ الصديقَ قبلَ العدوُّ، كُرمى لعيني فلسطينَ العربية، ولتُفقَأ أحداقُ الطواغيت!!

إنَّ من فكَرَ قليلاً بعينِ العقلِ بأنَّ هذا الدَّورَ قد قامت به اليمن في طلائعِ مشاركتِها في ملحمةِ المحور “ملحمةِ طوفانِ القصى”، سيعلمُ بالضرورةِ أنَّ ما أعدَّه اليمن للمراحلِ التاليةِ لن يكونَ بمقدورٍ أحدٍ تخيُّلُه!، ومع أن المحورَ اليومَ يقودُ معركتَه وهو يثبِّتُ في كلِّ مرحلةٍ أنَّ عدوَّنا غبيٌّ وأحمق، وأنَّ عصرَ زوالِ الكيانِ قد تم إعلانُه صبيحةَ السابعِ من أوكتوبر عام 2023، إضافةً إلى أن المحورَ تفنَّنَ في طرائقِ الإيقاعِ بالعدو في مصيدةٍ تلوَ الأخرى، ومن ذلك ما تؤديهِ أفلامُ الإعلامِ الحربي التي تبثُّها المقاوماتُ من كلِّ الجبهاتِ تباعاً والتي تكادُ تكونُ إعلاماً صريحاً بما ستُقدِمُ عليهِ المقاومةُ في جبهةٍ ما ضدَّ العدوّ في حالِ لم يوقِف عدوانَه على غزَة، إلا أننا نجد هذا العدوَّ الأحمق يقعُ كلَّ مرة في الفخِّ الذي أعدّتهُ له المقاومة..

فكيفَ لم يفهمِ العدوُّ الأحمق أن مقاومةَ اليمن قد أعلنت عناوينَ استراتيجية مهمة، البحرُ رفيقُ البر، سنكون حيث يجب أن نكون، بوصلتُنا حربُ العدوُّ ونحقِّقُ المنجزَ على بقية الجبهات من خلالِ إنهاءِ هذا العدوّ..؟!!

تقولُ اليمن اليوم بعد أن طالت مسيّرتُها المباركة “تلّ أبيب”، لتعيدَ لخارطةِ الذاكرة أن اسمَها يافا لمن نسيَ ذلك، وأن عطرَ البرتقالِ اليافاويِّ أغرى العربيَّ اليمنيَّ الأصيل ليعتقَ البياراتِ من رجسِ الكيان، تقول:

أنا سيّدةُ المحبسَين، والبحرُ رفيقُ البر، وهو عنوانٌ واضحٌ أنَّ خُططَه نُسِجَت في غرفة عملياتِ المحور المشتركة؛ نقرأ هذا لنتيحَ فهمَ القُطبِ الخفيةِ وراءَ العمليّة، فهي استهدافٌ لما تعارفَ عليه حلفُ العدوِّ زوراً بعاصمةِ الكيان من قبلِ اليمن في الوقتِ الذي كانت كلُّ القراءاتِ تطرحُ سؤالَ هل سيبادرُ جنوبُ لبنانَ بالاستهدافِ كضربةٍ استباقيةٍ تشلُّ يدَ الكيانَ عن أي احتمالٍ للهجومِ على جنوبِ لبنان، ولكنَّ نتنياهو ابتلعَ لسانَه، وقزَّمَ الداعمُ الأمريكيُّ له أكتافَه التي عرَّضها بتصريح بايدن بأن على “إسرائيل” أن تقوم بما ترى أنه مناسب في جنوب لبنان ، لينسحبَ إلى أنه ليس من مصلحةِ أحد إشعالُ المنطقة من خلالِ الحربِ مع لبنان، فقد تكفَّلتْ تحذيراتُ المحور خلالَ الفترةِ الماضية بقصِّ لسانِ نتنياهو، وشلِّ يدِ حلفِ العدوّ.!

ولكن ما لم ينتبه إليه هذا العدوُّ الغبيُّ والأحمق، هو أنَّ كلَّ جزء من محور المقاومة هو واحدٌ من كلٍّ اسمه محور المقاومة وقلبُه فلسطين، بمعنى أن ما يطوي عليه المحور ويصرِّح أنه سيستخدمُه في حالِ أقدم العدوُّ على حربِ لبنان، إنما هو إعلانٌ للإفصاحِ عن مفرداتِ المرحلة، وليسَ المكان بحدِّ ذاتِه، فاليمن باستهدافِه الأخير يقول باسم المحور، ما تم تجهيزُه لحماية لبنان، هو أصبحَ قيدَ الخدمة كُرمى لعيني فلسطين أولاً وأخيراً، فالمحور يتعاطى مع واقع الجبهات بما يضمنُ بقاءَ خارطةِ المعركة لصالحِ انتصارِ المقاومةِ في غزة، وتحقيقِ شروطِها، وهزيمةِ الكيانِ بين عنوانين وحيدين لا ثالثَ لهما ، إما توقُّفُ حربٍ وتأجيلُ زوال إلى جولةٍ لاحقة، أو الوقوعُ في فمِ الهاويةِ النهائية للزوال!!

لذا فإنَّ البيانَ الذي نخطّفُ لصياغتِه اليوم صوتَ السيد يحيى السريع لنقولَه بلسانِ حال المحورِ في أذنِ الزمان:

“تعلنُ القواتُ المسلَّحة اليمينيَّة، تحريرَ يافاَ من أسرِ تزويرِ اسمها، وإطلاقَ سراحِ بياراتِ البرتقال، لتعبَقَ في فضاءاتِ فلسطين، وتخنُقَ رئةِ الصهيونيّ الآثم، فالمحورُ يحبِسُ بالقبضةِ اليمنيّةِ العظيمةِ مرجَ البحرين ومدَّ البرِّ، ويرفعُ مجدداً عرشَ يافا بلقيسيَة يركنُ الهدهدُ طوعَ يمينِها، ويعلن:

اليمن سيّدُ المحبسين.. والكيان رهنَ الاعتقال!

فانظروا ما أنتم فاعلون!!

رئيس التحرير

فاطمة جيرودية-دمشق