26/4/2024م إعلانُ أردوغان إنهاء التجارة مع الكيان، لماذا ذاكرةُ السَّمَك؟!!:
إنَّ من يقرأُ المتنَ باتراً إياهُ عن المُقدِّماتِ والأصول يقعُ فريسةَ الوهمِ والخداع؛ صحيحٌ أن أردوغان عقدَ مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الرئيسِ الألمانيِّ ليعلنَ فيه إنهاءَ التجارةِ مع الكيانِ الصهيونيِّ، ولكنَّ هذا السلوكَ الاستعراضيِّ كان ضرورةً أردوغانيّة مرتبطةً بحجمِ الضغوطِ التي عاشها جرّاء التظاهرات التي أشعلها الشعبُ في الساحاتِ التركية مطالباً بقطعِ العلاقاتِ مع الكيانِ المجرمِ الذي يبيدُ أهل غزة على مرأى عيونِ العالم، ولم يتوقّف الضغطُ عندَ حدِّ التظاهُر بل إنَّ التجربة الانتخابيةَ المحلية الخاسرةَ التي خاضها أردوغان كانت نذيرَ خطرٍ بالنسبةِ له..
الشَّعبُ التُّركي ضاقَ ذرعاً بالسياساتِ الخارجيةِ لأردوغان والتي لا تعبِّرُ لا عن مصالحِ هذا الشعب ولا عن طبيعتِه.. والمشهدُ الديبلوماسيُّ في المنطقة لا يقلُّ سخونةً وخطراً عنه في الميدان.. الرَّجلُ في مأزقٍ حقيقيٍّ!
فالانزياحاتُ الكُبرى التي بدأت تنالُ من كلِّ جلاميدِ العالم وطغاتِه سواءٌ على مستوى الأفرادِ أو المؤسساتِ أو حتى الدول الكبرى، هي انزياحاتٌ معنيَّة بالتعاملِ معَ دولِ المنطقةِ بالدرجة الأولى.. وخصوصاً تلك الإسلامية منها، أردوغان تحسَّسَ ذلك جيداً ولمسَه بالدليل المُخطر في جولةِ الانتخابات.. إذن، لا بدَّ من مؤتمرٍ صحفيٍّ مبهرج يخدعُ الرأيَ العام ويسكِّنُ آلامَه التي تعتصرُ على أطفالِ غزِّة.. ثمَّ فلنقتلِ الأطفالَ بهدوء!!!
هذه حقيقةٌ تقولُها الوقائعُ التي سلكَها أردوغان ليس فقط منذ الأيامِ الأولى لطوفانِ الأقصى حيث كان أولَ من أرسلَ السفنَ لاستنقاذِ الكيان، بل حتى بعدَ الإعلانِ المخادعِ إياه وصولاً إلى يومنا هذا!!
الشعبُ التركي يرفعُ علمَ فلسطين، وأردوغان يقول للعالم كلِّه سأدعمُ الكيان باسمِ هذا الشعب!!:
أليست راياتُ الدُّولِ هي أعلامُ شعوبِها؟!.. نعم هكذا تقولُ لنا تربيتُنا الوطنيةُ وهكذا يقولُ الانتماء.. وعندما يُرفعُ علمُ دولةٍ في أيِّ محفلٍ فإن لسانَ حالِه يقول، أنا هنا باسمِ الوطنِ والشعب!!
هكذا تقولُ سفينةُ ماغاسون التركية التي ترفعُ العلمَ التُّركيَّ وتُهرعُ لإنقاذِ لا أطفال غزةَ الذين تَهرِسُ عظامَهم آلةُ الإبادة الصهيونية، إنما لتمدَّ “إسرائيل” بما يلزَم متنقِّلَةً بين موانئ حيفا وأشدود!!
لا تقولُ كاتبةُ المقالِ ذلك.. بل تقولُه مواقعُ الملاحة!
تقولُ إحداثياتُ المقطعِ السابقِ إن سفينةَ شحنِ الحاويات ” MEGA SUN” وهي تابعة لشركات تركية، قد رست 2 آب 2024 عند الإحداثيات الجغرافية (31.8275، 034.6449) في ميناء “أسدود” التابع للكيان الصهيوني.
وتفيدُ تتبعاتُ رحلةِ هذه السفينة بأنها أصبحت وقْفاً لا لأبناءِ المسجدِ الأقصى والقدسِ الشريف، إنما لأبناءِ الهيكلِ المزعوم الذين يبيدونَ أطفالَ غزةَ ونساءَها، وحيثُ أنَّ الكيانَ لا يجرؤ على عبورِ البحارِ الآن بذاتِ الحريةِ التي كانَ عليها قبلَ تدخُّلِ اليمنِ في قانونِ البحار، فإن هذه الشركة التركية تبدو كما لو أنها تهدي “ماغاسون” للكيان، لتفكَّ القيودَ اليمينةَ عن الأيادي الصهيونيةِ الآثمة.. سفينةٌ ترفعُ علم تركيا.. وتقولُ لبني صهيون.. اقتلوا أطفال غزة.. وسيحملُ العلمُ التركيُّ هذه الآثام كُرمى لعيون “إسرائيل”!!
اعتذار من كاتبةِ المقال.. ليست “ماغاسون” فقط..! بل أسطولٌ بحريٌّ كامل!:
لم أكن أثناءَ تتبِّعُ مسارِ رحلاتِ “ماغسون” عبرَ الموقع الملاحيِّ لأصدِّقَ بأنَّ سفينةً واحدة يمكنها أن تنقذَ الكيانَ من العجزِ الذي يفترضُ أنه تحقَّقَ بنسبةٍ عاليةٍ بعد أن حبسَ اليمنُ مرجَ البحرينِ عن الكيانِ وداعميه نُصرةً لأهل غزَّة المظلومين!!
وإنك أيها القارئ لن تستغرقَ جهداً كبيراً على مدوِّرِ البحثِ لتقعَ على مشاهدَ غاية في الخطورة لما تقومُ به تركيا كُرمى لعيون “إسرائيل”، الأمرُ لا يتوقَّفُ حتى عندَ الدَّعمِ بالغذاءِ والمحروقات..
ربط المشاهدِ السياسية والعسكريةِ بعضِها ببعض يوصلنا إلى حقائق مرعبة، ليسَ السَّاكتُ عنها سوى شيطانٍ أخرس!!… فهل يعرفُ الشعبُ التُّركي بأنَّ أسطولاً كاملاًاختار رحلةً أطولَ للوصولِ إلى موانئ “إسرائيل” بعد أن صارَ شرقُ البحرِ الأبيض المتوسط غيرَ متاحٍ لذلك بسبب الظروفِ الأمنية؟.
إليكم خطةُ أردوغان البحرية وفقَ رصدِ مواقعِ الملاحة!
أردوغان يختارُ طريقَ الذئب.. ويذهبُ من الطريقِ الطويل!:
امتنعت السُّفنُ المنقذةُ للكيان عن مسارِ الرحلاتِ المعتادة بين تركيا والكيان من موانئ الاسكندرونة ومرسين، لتتحوَّلَ إلى موانئ أنطاليا وإسطنبول وكوجالي وغيرها، حيثُ تتخذُ من الممرات المائية الغربية والجنوبية لقبرص طريقاً لها بدلاً من الطريق الشمالي الجنوبي بين ميناء مرسين والإسكندرون إلى حيفا وأشدود.
فالطريقُ القديم “القصير” فيه من يحرسُ بقيةَ أحلامِ الطفلةِ ليلى، وليلى اليوم هي كلُّ أطفالِ فلسطين، الذينَ يقومُ اليمنُ من جهته بنصرتِهم بقطعِ الطريقِ على كلِّ من يدعمُ قاتلَهم وحارق جلودِهم وقاطعِ أطرافهم ومن يحرمُهم أحلامَ الطفولةِ بحضنِ أبٍ أو أمٍّ أو عائلة تحتضنهم.. بل يحرمُهم سقفاً يأمنهم من خوفِ .. من خوفِ متفجِّراتِ الزَّنانة التي تصطادهم في الصباح وفي العشي!
هو طريقٌ ينطوي على احتمال وقوع هجمات على السفن في البحر الموازي للممرات المائية السورية.. طريقٌ تكفَّلهُ اليمنُ.. والعراقُ أحياناً، وهو ضمن النطاقِ النَّاري للمقاومةِ الداعمةِ لفلسطينَ اليوم!.
ولكن عند أردوغان.. فليكن طريقُ الذئبِ هو الحل.. فالممراتُ المائية الغربيةُ والجنوبية لقبرص تحرسُها البوارجُ الأمريكيةُ قابعةً غيرَ بعيدٍ عن مسارِ رحلةِ الأسطولِ التركي الذي كثَّفَ رحلاتِه وعرَّضَ أكتافَ السفن من الأنواعِ المتوسطةِ والصغيرة إلى السفنِ ذاتِ الغاطسِ العالي!
إذ تشيرُ الإحداثيات إلى ازديادِ حركة السفن التي تحمل شاحنات الترانزيت بهدف تسريع التحميل وتسريع نقل البضائع من المنشأ إلى الوجهة. كما تغيرت سفن الحاويات بشكل طفيف من الأنواع المتوسطة والصغيرة إلى السفن ذات الغاطس العالي، مثل سفن الحاويات “ميلينا” و”زيم يانغتسي” التي يزيد غاطسها على 10 أمتار.
ولعلَّ فاتورةَ الرحلةِ في الطريق الطَّويل -لا لإنقاذِ أطفالِ غزة- وإنما لقتلِهم ودعمِ من يبيدُهم تُدفعُ من الضرائبِ المفروضةِ على الشعبِ التركيِّ ذاتِه.. وليس بعيداً أبداً أنَّ ما يتبرَّعُ به هذا الشعب تُشترى به صورايخُ قتلِ أطفالِ غزة عوضاً عن لقمةِ الطعام وحبةِ الدَّواء وخيمةِ الإيواء!!
لا تقولُ كاتبةُ المقال ذلك.. بل تقوله الصورُ من مواقعِ الملاحة!
رست سفينة الحاويات “أنيتا أ” (ANITA A) صباح يوم الجمعة 2 آب 2024 عند الإحداثيات الجغرافية (31.8629، 034.6130) في ميناء “أسدود” التابع للكيان الصهيوني.
يخبرُنا محرِّكُ البحث بأنّ سفينة الشحن HATAY”” رست صباح 2 أغسطس 2024 عند الإحداثيات الجغرافية (36.6779، 036.2037) في ميناء إسكندرون التركي. ومن المرجح أنه بعد تفريغ السفينة المذكورة سيتم تحميلها للتصدير إلى الكيان الصهيوني من تركيا. وكان منشأ هذه السفينة ميناء “حيفا” التابع للكيان الصهيوني.
ولا تزال سفينتا الشحن “ألتاي” و”هاتاي” تسجلَّانِ رقماً قياسياً في الرحلاتِ المستمرة من ميناء “حيفا” إلى مينائي “الإسكندرونة” و”مرسين” وتؤكد ذلك قائمة سفن الأسطول البحري التجاري التركي مع الكيان الصهيوني خلال يوم واحد فقط في تاريخ 27/7/2024م.
ويمكنُ لكلِّ مهتمِّ أن يتابعَ ذلك عبرَ المواقعِ المعنية.. ليقعَ على الكثيرِ من الأدلة التي لا يتِّسعُ المقامُ لذكرِها جميعاً..!!
25/7/2024م.. من الكونغرس إلى أردوغان “حَوِّلْ”، أردوغان لكونغرس نتنياهو “عُلِمْ”!:
مسرحُ العملياتِ الإجرامية في الخامس والعشرينَ من الشهر السابع لم يكُن فقط في الكونغرس الذي صفَّقَ بحرارةٍ لطاغوتِ الإبادة الجماعية نتنياهو.. فوراءَ الكواليس من يدفعُ فاتورة سفكِ الدِّماءِ البريئة بأعصابٍ باردة.. غرفةُ العملياتِ لم تكن محصورةً على الإطلاق ب “تل أبيب-واشنطن” بل إن حلفَ “إسرائيل” الأعمق والأخطر هو “تل أبيب-أنقرة” وفقَ مواقعِ الملاحة!!
صحيحٌ بأن أردوغان “اشمأزَّ” كما ادعى من مشهدِ التصفيق، وانتقدَ بتصريحاتٍ ناريةٍ التصفيقَ لنتنياهو قاتلِ الأطفال، وهو صادقٌ تماماً بتصريحه، لكنَّ العالمَ لم يفهم قصدَ الرَّجُل؛ الذي تقولُ أساطيلُه ألا تخجلونَ من دعمِ مجرمِ الإبادةِ بالتصفيقِ فقط؟!!
إن ما نقعُ عليه في تتبِّعِ الطرق الملاحية يقول بوضوح.. إن أمرَ العمليات تم إصدارُه في الكونغرس.. “حوِّل”، وماكان من أردوغان سوى أن ينفّذ.. “عُلم”.
لا تقولُ كاتبةُ المقالِ ذلك.. بل ينطبقُ على أردوغان الآن المثلُ القائل: “الماءُ يكذِّبُ الغطَّاس”.. فماذا حصلَ في المياه حينَها؟!!!..
سفنُ حاويات أم ناقلاتُ عتاد؟!.. حلفُ “إسرائيل” من شمالِ غزةَ إلى رفح.. وحتى اجتياحِ الضِّفّة.. كيفَ يتمُّ تصريفُ شيكاتِ واشنطن في أنقرة كرمى لعيون “تل أبيب”!:
طعامٌ أم وقودٌ أم… صواريخُ تلتهمُ لحومَ أهلِ غزة؟!.. المهمُّ أنَّ الحقائق تؤكِّد أن غرفةَ العملياتِ تضمُّ حلفاً جديراً بأن نسميه حلف “إسرائيل”، وعواصمُه “واشنطن – أنقرة – تل أبيب”!
أيَّاً يكن ما تحملُه السُّفنُ التركيةُ إلى الكيان، حتى وإن كان يقتصرُ فقط على الغذاءِ.. فإنما هو لإطعامِ أكَلَةِ لحومِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ في غزة!!
عند كلِّ مرحلةٍ من مراحلِ الإجرامِ الصهيوني ضد أهلنا في فلسطين.. كانت أنقرة تُصرِّفُ الشِّيك لواشنطن غذاءً لقَتَلَةِ الأطفال، ووقوداً للزَّنَّاناتِ والدباباتِ التي ترمي أطنانَ المتفجِّراتِ على العزَّلِ والمدنيين في غزة وسواها من فلسطين!
بل إن المنطق والدليل يكشفانِ ما هو أخطرُ من ذلك بكثير.. فهل صحيحٌ أنَّ هذا الأسطولَ الدؤوب بين موانئ تركيا و”إسرائيل” يتنكَّبُ هذه المهامَ على مرأى عيونِ مراصدِ الملاحة لنقلِ الطعامِ والوقودِ فقط؟!..
تقولُ مواقعُ الملاحةِ إن تركيا هي التي صرَّفت الشيكاتِ على بياض التي قدَّمتها واشنطن للكيان.. بل إنها سبقت أمريكا بمدِّ جسرٍ بحريٍّ لإنقاذِ نتنياهو منذ بداية الطوفان.. ثم دفعت مع أمريكا فاتورة اجتياحِ رفح.. وبعدَ ذلك فاتورةَ اجتياحِ الضِّفة الذي نراهُ اليوم.. وبعدَ ذلك فاتورةَ هدمِ الأقصى الذي سيهمُّ به فريق إيتمار بن غفير عمَّا قليل!!
لا تقول كاتبةُ المقال ذلك.. بل ندعو بعضَ السُّفن من مواقعِ الملاحة للصعودِ إلى منصَّةِ الأوراقِ للإدلاءِ بشهادتها:
- رست سفينة الشحن “ISARTAL” في ميناء مرسين في ساعات الصباح من يوم 27/7/2024 عند الإحداثيات الجغرافية (34.3852 (36.4804). انطلقت هذه السفينة من ميناء حيفا المحتل. وهي ذات أهمية كبيرة ومن المرجح أن يتم تحميل السفينة المذكورة بعد تفريغ حمولتها للتصدير للكيان الصهيوني من تركيا.
- رست سفينة الحاويات “ZIM YANGTZE” في ميناء مرسين في ساعات الصباح من يوم 27/07/2024 عند الإحداثيات الجغرافية (N364747، E343823) منشأ هذه السفينة هو ميناء “أسدود”. الكيانُ الصهيوني يقوم بتحميل أجزاء الصواريخ على متن هذه السفينة من تركيا لتصديرها إلى “إسرائيل”.
- سفينة الشحن “HATAY” في ساعات الصباح من يوم 27/7/2024 في الإحداثيات الجغرافية (N364039, E361206) لميناء الاسكندرونة التركي. وكان منشأ هذه السفينة ميناء “حيفا” التابع للكيان الصهيوني، وكانت السفينة المذكورة محملة بمعدات عسكرية لتصديرها إلى “إسرائيل” من تركيا بعد تفريغِ حمولتها.
وبالإمكان مراجعةُ مواقعِ الملاحة للتأكّد من أن أسطولاً كاملاً انطلقَ في هذا اليوم ومازال مستمراً حتى الآن جيئة وذهاباً بين موانئ تركيا والكيان محمَّلاً بالعتاد والسلاحِ ولوازمِ استمرارِ “إسرائيل” باجتياحِ الأراضي الفلسطينية وصولاً إلى مشروعِ هدمِ الأقصى الذي يدَّعي أردوغان أنه يدافعُ عنه كما يدافعُ عن أهلِ غزةَ والضفة!!
أسطولُ حلف “إسرائيل”.. فلماذا بيروت ؟!:
أثبتت تحقيقاتٌ نشرتها وسائلُ إعلامٍ تركية تابعت حراكَ الأسطول وفق مواقعِ الملاحة أنَّ بعض السُّفنِ التركية تزوِّرُ بوليصةَ الشَّحن من أجلِ أغراضٍ تتعلَّقُ بسرعةِ إيصالِ الشُّحنة إلى الكيان..!!
يعطي مسح الحركة البحرية خلال الأيام من3-8/5/2024 أخباراً عن بعض الطرق الجديدة في الترانزيت البحري ل”إسرائيل”.
بعض السفن التجارية والمحروقات المتوجهة إلى موانئ هذا الكيان، ولإخفاء هذه التجارة والبقاء في مأمن من المخاطر، تختار بيروت أو غيرها من الموانئ اللبنانية كميناء وسيط وتنتقل إلى الموانئ “الإسرائيلية” للرسو فيها، سفينة الإسكندرية مثالاً!
فلماذا بيروت!.. لماذا على الملأ؟!.. عنوانٌ خطيرٌ يقودُنا إلى القُطب العسكرية الأخطر لأسطولِ حلفِ “إسرائيل”!.
لماذا على الملأ؟!.. القطبُ العسكريّة الأخطر لأسطولِ حلفِ “إسرائيل”:
في المنطقِ العسكريِّ البسيط وخصوصاً خلالَ المواجهاتِ يفترضُ أن تجري الحراكاتُ العسكريةُ بسريَّةٍ تامَّة أو بأكبرِ قدرٍ من السِّرِّية؟!
تحدثُ الحراكاتُ العسكريةُ الكُبرى على الملأ في حالين:
الأولى: التحدِّي المطلق والثقة التَّامة بالقدرة على مواجهةِ المخاطر من الطرفِ المعادي، وهذه بالضرورة مرتبطة باصطفافٍ واضح، وفي مثل حالِ الأسطول التركي تعني أن يظهر أردوغان اصطفافَه الواضح في حلف “إسرائيل” “أنقرة – تل أبيب – واشنطن”، وهذا يخالفُ ما يدَّعيه أدروغان في المسألتين السورية والفلسطينية من جهة، ويخالفُ حتى محاولتَه كسب الرأي العام الداخلي التركي من جهةٍ ثانية!
الثانية: وهي الأهم والأخطر.. الإيقاعُ بالخصم، وهو هنا محورُنا!
وضعُ أسطولِ إمدادٍ كاملٍ للكيان على مرأى عيونِ الملاحةِ البحريَّة وهو ما رصدته حتى بعضُ وسائل الإعلامِ التركية، يقولُ لجبهاتِ الإسناد : “أنا هدفٌ واضحٌ لكِ”!
فهل يمكن أن تحتويَ السفنُ على أسلحةٍ خطيرةٍ قد تسببُ كارثةً في حالِ استهدافِها؟!. وهل تريدُ السفنُ التي ترسو في موانئ بيروت وسواها من الموانئ اللبنانية -وإن كانت متسترة ببوليصات مزورة- أن يتمَّ استهدافُها قربَ هذه الموانئ؟، أو -وهو الأخطر- أن تكونَ هذه السُّفن في لحظةٍ ما معنيةً بتنفيذِ مهمةٍ في أحد موانئ لبنان على غرار ما وقعَ لمرفأ بيروت قبلَ سنوات؟!..
سيناريو مرفأ بيروت على طاولةِ العدوِّ مجدداً.. بل على سفنِ أسطولِ حلفِ “إسرائيل”:
إنَّ مسيرَ الأسطولِ التركي في المحيطِ ، وخط الترانزيت الذي يسيرُ فيه متوقفاً في بيروت هو هدفٌ يمكنُ لكاتبةِ المقالِ أن تكتشَفه من خلالِ بعضِ الفضول الذي جعلها تتبَّعُ مواقعَ الملاحةِ المتاحة.. فما بالُنا بمن يحرسُ حدودَه المائية والبرية بتقنياتٍ وقدراتٍ كقدرة حزب الله على أقلِّ تقدير؟!.
فلماذا هذا الهدفُ الواضحُ الصريح؟!.
وهل كانَ ينتظرُ العدوُّ من حزب الله أن ينفِّذّ تهديداتِه بخصوصِ أمنِ الموانئ لتقعَ الكارثة؟!. وهل هناكَ وازعٌ إنسانيٌّ أو أخلاقيّ قد يمنعُ حلف “إسرائيل” من التضحيةِ بسفينةٍ بكلِّ طاقمها إذا كانت النتيجةُ كارثةً في أحد موانئ لبنان يتمُّ اتهامُ حزب الله سلفاً بها على غرارِ حادثةِ تفجير المرفأ التي أسنِدَت بجبهةِ عمالةٍ داخلية في لبنان لتحميلِ حزب الله المسؤولية عن الكارثة التي وقعت؟!.
وهل هناك ارتباطٌ بين ما بثَّتهُ وسائلُ إعلامِ العدوِّ وكذلك بعضُ مسؤوليه حولَ التهديدِ باستخدامِ النَّووي التكتيكيِّ او سواه وبين حركةِ هذه الأهدافِ المُعلنةِ (نقصد هنا الأسطول) التي تستدعي ضاربَ النارِ إليها؟!.
إذن علينا أن نراجعَ بشكلٍ جيِّدٍ ودقيق ما كان يعنيهِ سماحةُ السَّيِّد وهو يهدِّدُ العدو: “المرفأ بالمرفأ”.. ما يعني أن هذا المنطقَ في تشريحِ المشهد لا بدَّ يقعُ محور المقاومةِ على ما هو أخطرُ منه وأدق..
أمامَ هذا الواقع.. هل يمسكُ حلفُ “إسرائيل” محورنا من يدٍ توجعه؟!.. أم أن التدبيرَ حيكَ في دمشق؟!!
قمة الرئيسين “الأسد بوتين” للإطاحة بمخرجات الكونغرس، وفي مجلسِ الشعب في دمشق.. لماذا تغييبُ أردوغان؟!.
لم يكن ظهورُ الرئيسين الأسد وبوتين في العاصمةِ موسكو في القمَّةِ التاريخية الدقيقة بالتوازي مع انعقادِ قمةِ الطواغيتِ في الكونغرس مفاجئاً بقدرِ ما كان غريباً جداً عدم الحديثِ حولِ الملفِّ الذي يبدو الأبرز بالنسبةِ لسورية في المرحلة الحالية، وهو ملفُّ “التقاربِ التركي السوري”..!!
اللافتُ أكثر أنَّ موقعَ قناة “أرتي” قطع الطريقَ لا على المحللين فقط بل على السياسيين الذين ربطوا القمَّة بهذا الملف.. أكد الموقع أن القمة لم تتطرق على الإطلاق للحديثِ عن ذلك!!
هي قمَّةُ الإطاحةِ بمخرجاتِ الكونغرس إذن!!.. وقلنا مراراً على هذا العالمِ أن يفهمَ لا ما يقولُه القادةُ في محورِنا وحلفِنا فقط.. بل أن يفهموا ما يصمُتون عنه!!.. فلماذا تغييبُ أردوغان!!
مُدهشٌ هو هذا الرئيس!!..
تساءل كثيرون عن السِّرّ الكامنِ وراء برود أعصابِه السياسية عندما لاذَ أردوغان إلى دمشق وهُرعَ عائداً إليها.. لأن الموازينَ فعلاً قد تغيَّرت.. وسورية تحتاجُ أن تنفكَّ من الحصاراتِ المتراكمةِ عليها..فلماذا هادئٌ إلى هذا الحدّ هو الرئيس؟!.
من تابعَ جيَّداً خطاب الرئيسِ الأسد في مجلسِ الشعب مؤخراً.. كان عليه أن يسأل بإلحاح.. لماذا يا سيادةَ الرئيس؟!.
من حقِّ المنطقِ أن نسأل هل تعمَّدَ الرئيسُ الأسد عدم ذكر اسم أردوغان في خطابِه أثناءَ حديثِه عن الملفِّ التركي.. يخاطبُ الأسد الناس ويتحدثُ بمودةٍ عن الشَّعبِ التُّركي.. وهذا ما حافظت عليه سورية في خطابها حول الشعوبِ التي عادتنا حكوماتُها وأنظمتُها.. ومن يراقب المشهدَ الداخلي التركي يرى فعلاً أن الغالبيةَ الساحقة من الشعب التركي رافضةٌ لسياساتِ أردوغان الخارجية بدءاً من سورية وصولاً إلى فلسطين!!
ماذا يريدُ الرئيسُ الأسدُ ليقول؟!
هل يمكنُ أن تعمُّدَ السَّيد الرئيس عدمِ ذكر أردوغان يُخطِرُ هذا الذي يصرُّ على ناتاويَّتِه بعيداً عن إقليميتِه ومصالحِ بلده وشعبِه بأنَّك لن تكونَ حاضراً في المشهدِ السياسيِّ القادمِ في المنطقة؟!…. إلَّا اللَّهمَّ إن نجَّاكَ شعبُك من ذلك، وإن سلكتَ في السياسةِ والنهجِ بما يتوافقُ ومصالحَ المنطقةِ وقضاياها!
فماذا يملكُ محورُ المقاومة ليقيمَ هذه التحدياتِ الكبرى اليوم تحت عنوان “لا تراجع”؟!.. محبسُ البحارِ الخمسة !:
“تكادُ القارَّةُ السياسةُ الجديدة” تستعدُّ لاستكمالِ ملامحِها واصطفافاتِها وفقاً لخارطةِ التَّصادماتِ الكُبرى!
البحارُ الخمسة على وشك أن تُجمَعَ في كأسِ ماءٍ مركزُه سورية وأمداؤه المحور والحلفاءُ وصولاً إلى أبعدِ نقطةٍ في كوابيسِ العدو!… وليستِ الدُّولُ التي كان الأمريكيّ يسمِّيها حدائقَ له سوى خنجرٍ يستعدُّ للضربِ في خاصرةِ الأمريكي ضرباتٍ لن يتوقَّعها!
فأما الأحمرُ والعربي والمتوسِّط فتشرفُ على حراستِه مقاوماتُ المِحور.. وأما قزوين والأسود فاليدُ العليا فيه لإيرانَ وروسيا والقادمُ أعظم!
وأما حلفُ “إسرائيل” البحري بما يحتويه من مكائد.. فحسبُه أن يراجعَ مراراً أن عبارةَ “ما قبل حلب ليس كما بعدَها” لم تتكشَّف أسرارُها لأحدٍ بعد!!
وأنَّ هذا المحور العظيم.. يجيدُ ببراعة .. “إعادةَ تدويرِ المكائد”!!
ثمَّ… ننتصرُ بهدوء!!
رئيس التحرير
فاطمة جيرودية-دمشق