قام موقع طوفان دوت كوم بالتواصل مع إحدى النساء الغزيات الصامدات والفاعلات في مقاومة حرب الإبادة الممنهجة التي يشنها الكيان الغاصب على القطاع المحاصر منذ ثمانية عشر عاماً والتي زادت وحشيتها وعنفها بعد السابع من أكتوبر، مهندسة وظّفت علمها لحل أحد أهم المشاكل التي يعاني منها أهل القطاع ألا وهي مشكلة مياه الشرب، وبعد أن تم تعطيل محطتي تحلية المياه في القطاع بسبب الحرب الدائرة منذ أحد عشر شهراً، في منطقة تعد فقيرة بالمياه العذبة خاصة بعد أن عمل الكيان على سحب معظم المياه الجوفية العذبة على مدى سنوات طويلة من الاحتلال الوحشي ، مما أدى إلى دخول مياه البحر المالحة بين تجويفات الأرض لتختلط مع ما تبقى من مياه الخزانات الجوفية التي تستخدم للشرب وسقاية المواشي وري الأراضي الزراعية، فوصلت نسبة تركيز الملوحة في بعض هذه الخزانات الجوفية لثمانية آلاف ميلي جرام في اللتر الواحد، في حين إن النسبة الموصى بها دوليًا هي ثلاث مئة ميلي جرام لكل لتر، بالإضافة إلى تلوث تلك المياه بسبب استهداف شبكات الصرف الصحي، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض في القطاع، كل ذلك في ظل انهيار المنظومة الصحية وعدم توفر العلاجات واللقاحات اللازمة لوقاية سكان القطاع من تفشي الأمراض.
وهذا ما دفع المهندسة إيناس الغول لابتكار حل لتحلية مياه البحر ومياه الآبار المالحة من خلال جهاز يعمل على تقطير المياه باستعانة أشعة الشمس، يتكون جهاز التقطير الشمسي حسب ما ذكرت المهندسة في الحوار الذي أجريناه معها من صندوق خشبي مكسوٍّ بالجلود ومغطىً بألواح من الزجاج، وذكرت بأن كل المواد المستخدمة قد تم إعادة تدويرها وتهيئتها لتصنيع الجهاز من المواد المتوفرة، بالإضافة إلى عمل مرحلتين لفلترة الماء المقطر الناتج عن الجهاز من خلال فلاتر تحتوي على الفحم النشط لضمان خلو الماء من الشوائب ولضمان خلوه من أي تلوث، يبلغ طول الصندوق أربع مترات مع عرض متر واحد لينتج متر مكعب (١٠٠٠ لتر) من الماء العذب في الشهر الواحد ما يكفي لعائلة تتكون من (١٥ – ٢٠) شخص بحد أقصى.
قامت المهندسة إيناس الغول بتركيب الجهاز في منزلها أولًا ومن ثم قامت بالعمل مع إحدى الجمعيات التطوعية لتركيبه في أحد مقرات إيواء النازحين في خانيونس بحجم أكبر ليغطي حاجة ما يفوق الخمسة آلاف نازح مما ساعد النازحين على الصمود في ظل حرب الإبادة البشعة، ونحن بدورنا كمنتدى شباب سيف القدس و موقع طوفان نناشد كل المهتمين لنصرة هذا الشعب الصامد لتقديم الدعم الكامل لهذا الجهد حتى نستطيع من خلال المهندسة إيناس الغول ومن معها ممن كرسوا علمهم وإبداعاتهم وجهودهم لأبناء شعبنا في غزة حتى يتم توفير سبل العيش والصمود الأساسية في كل القطاع على شكل أوسع.
صلاح الدين حلس – الكويت