العاقل قد يؤمن بأن الشمس تشرق من الغرب لكنه لن يؤمن بالضمانات الأمريكية، رغم ذلك هذه الضمانات هي الحجة الوحيدة أو على الأقل الأبرز التي يستند إليها المطالبون بنزع السلاح في فلسطين و لبنان، لفرض سرديتهم!

بعد ضربة الدوحة التي استهدفت وفد حماس المفاوض الذي كان يدرس مقترحًا أمريكيًا، أظن أنه سيصبح الاستمرار بالإيمان و التذرع بهذه الضمانات الأمريكية بمثابة “نكتة ضحكنا عليها وصارت قديمة وبايخة”وفق رأي الفلسطينيين و “صرعة بطلت موضتا، دور ع غيرا”وفق رأي اللبنانيين…

هل علاقتك يا فخامة الرئيس محمود رضا عباس أنت ودولة الرئيس نواف عبد السلام سلام تعتبر أعمق من علاقة قطر بالإدارة الأمريكية؟! بعد ضربة الدوحة، لم يعد يجوز التعويل على هذه الضمانات، حيث لم يعد يخفى على أحد أن هذه “الضمانات الأمريكية” بعدما فُضح أمرها، هي مجرد ضمانات للثروة والنفوذ والسلطة لفئة معينة ولفترة معينة وليست ضمانات لحماية الوطن، وهي أيضًا ضمانات لضمان تحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”.

بات واضحًا للمدرك وغير المدرك، وللعالم والجاهل، وللمقاوم وللعميل بعد ضربة الدوحة بشكل لا يترك مجالا للشك، أن “الضمانات الأمريكية” هي أكبر كذبة في التاريخ السياسي القديم والمعاصر، ولم تكن ضربة الدوحة الدليل والشاهد الوحيد على أن تلك الضمانات مجرد مؤامرة وألاعيب سياسية؛  فمن يقرأ التاريخ يجد أن الولايات المتحدة لا تلتزم بالوعود والعهود، لكن كون فئة من شعوب منطقتنا مصابة بداء النسيان أو التناسي يتوجب علينا التأكيد على ذلك دائمًا.

أما سلاح المقاومة؛ فبما حققه من انتصارات في عام ال٢٠٠٦ و غيره، أثبت وسيثبت أنه الضامن الوحيد لشعوب منطقتنا ولا يوجد ضامن غيره لنيل الحرية والأمان والاستقرار و الازدهار وتحرير الإنسان والأوطان…

فيا عملاء الشرق معكم كامل الصلاحيات باستخدام كافة ذرائع الكون المنطقية وغير المنطقية لتقوية موقفكم المكرّس لتمرير المخطط “الصهيوأمريكي”، إلا ذريعةً واحدة ألا وهي: “الضمانات الأمريكية”

أبو الأمير-القدس

By adam