انتشرت أخبار حول توجه الكيان لإعادة استعمار غزة بدأت قبل أحداث السابع من أكتوبر المجيد بسنوات من خلال خطة عالمية لإنشاء قناة مائية منافسة أو لاغية لقناة السويس تحت مسمى المقبور بن غوريون وهي قناة مائية صناعية تمتد من أم الرشراش “إيلات” مروراً في صحراء النقب انتهاءً في غزة، وتم وضع آلية كاملة لتهجير سكان القطاع لتفريغه وتحويله إلى منطقة عبور و ميناء كبير بالإضافة إلى بناء منتجعات سياحية وشواطئ للاستجمام على رمال كانت عصية على أعتى الغزاة، كما أنهم وضعوا آليات عمل لأساليب الحفر و تكاليفها باستخدام قذائف نوعية في صحراء النقب لشق طريق القناة المزعومة، كل ذلك كان متداولاً و معروفاً دون إعلان ساعة التنفيذ ولكنها كانت قريبة جداً خاصة بعد إعلان مشروع طريق الهند في الأمم المتحدة على لسان نتنياهو بعد أن خرج بخريطة يظهر فيها قناة بن غوريون.
لم يبدِ أحد اعتراضه ولم يطرح أحد سؤالاً بل ولم يلتفت أحد لما سوف يحل بغزة وأهلها، ترفّع الجميع و أعني الجميع عن التفكير ولو بفضول عن مصير غزة وشعب غزة.
اكتفت غزة بما يقارب الألف رجل بعتاد خفيف ودون تكلّف باقتحام مقر لواء غزة الذي يعد من أكثر بقاع الأرض تحصيناً وفيه خمسة عشر ألفاً من جنود النخبة الجاهزين على مدار الساعة بدباباتهم و طيارتهم ومدافعهم و عربات جندهم وكل ما تتخيل من عتاد القوة وأكثرها فتكاً و تطوراً، جاؤوهم فجراً لا غدراً و هزوهم هزاً وجروهم جراً فجعلوهم مثلاً للفشل والضعف والانكسار والذل خاصة بعد أن أسروا قائد لواء غزة كبيرهم ومن معه، كل هذا بألف رجل صدقوا ما عاهدوا الله عليه فنصرهم ربهم ببضع ساعات ثلاث أو أربع.
قالت غزة قولها في السابع من أكتوبر لتضع قدمها على منصة الأمم المتحدة ومن تحتها نتنياهو وخرائطه، كل ما في طريق الهند سقط في السابع من أكتوبر، بضربة جاءت لترسم خريطة للعالم أجمع و لتعيد رسم لغة جديدة لموازين القوى لتكون أحد ركائزها وصمام أمان المنطقة من الهند إلى أوكرانيا بل وإلى شوارع نيويورك، غزة باتت رمزاً للحرية وطريقاً لنيلها، أصبحت خياراً من اثنين إما أن تكون حراً مع غزة أو أن تكون عبداً ضد غزة.
أما وبعد كل هذا وبعد حرب إجرامية على المدنيين في غزة وصلت لما يقارب العام و بعد صمود غزة و صمود شعبها ومقاومتها بل وفشل الكيان بجيشه الجرار والمرتزقة من جيوش الغرب والإمكانات والدعم الكامل لإسقاط غزة ، لم تبخل المقاومة عليهم بما تجود به على الكيان فألحقت الهزائم به وبهم في كل المعارك والساحات ليصبح الكيان أشبه بمن يتخبط لا يسعه أن يحرز أي تقدم حتى يهرع ليلملم ما سقط منه على رمال غزة، ليأتي أحمق ويضع لافتة كإعلان لبناء مستعمرة على أرض غزة تحت اسم مستعمرة “غوش قطيف”.
صلاح الدين حلس – الكويت