هيام وهبي.

لمن لا يعرف من هم أهل اليمن ..

اليمن العصّي على الهزيمة ..

وإنّ الدماء الذكية الطاهرة التي نزفت اليوم من أجل فلسطين ونصرة لغزّة هاشم ستزلزل كيان الصهاينة وتفتح أبواب جهنّم عليهم ..

إنّ استشهاد رئيس الحكومة اليمنية أحمد الرهوي وعدد من الوزراء، لأرواحهم المجد والخلود وكل الرحمات ..جريمةبشعة، تجاوزت كل الأعراف الإنسانية والدينية والقوانين الدولية ..وسيدفع السفاح الصهيوني ثمنها غالياً..

من يظن أن هذه المجزرة الوحشية ستثبِّط عزائم أهل اليمن ..أو تُرهبهم ..هو مخطئ ولا يعرف شجاعة وقوة وإيمان وبأس هذا الشعب العظيم وتاريخه العريق في دحر كل مستعمر ومحتل ،وصموده عبر تاريخه الطويل أمام الغُزاة .. وهذا العدوان الظالم لن يزيده إلاّ إصراراً وتصميماً على نصرة الحق والدين ومؤازرة غزّة هاشم التي تُباد أمام أنظار العالم كله ولا من يغيثها ..

إنه اليمن.. نصير الحق عبر التاريخ ..المارد الذي أذاق الغزاة طعم الموت والهزيمة .. وهو من أدّب أمريكا ..وقلّم أظافر كلبها المدلل نتن ياهو .. وبالعودة إلى التاريخ ، نستذكر معركة خاضها اليمن مع العثمانيين وما زالت محفورة في الذاكرة الجمعية للأتراك ، تتناقلها الأجيال بحزن كبير ..

«مذبحة الأناضول» أكبر نكبة في تاريخ العثمانيين..

وهو إسم أُطلِق على مذبحة كارثية للدولة العثمانية، وتشهد على انتصار تاريخي لليمنيين الذين دافعوا عن وطنهم ضد غازٍ أراد اغتصاب وطنهم بالقوة الغاشمة، فسُميّت منطقة في اليمن بـ«مذبح» توثيقا حقيقيا لتلك الواقعة، وهذه المنطقة تقع غرب صنعاء، وإسم( مذبح) غريب حقا ولكنّ وراء تسميته أمراً جللاً قد وقع فيها، وهذا فعلا ما حصل، فقد وقعت فيها أكبر مذبحة لجنود في التاريخ، على أعتاب الطوق الغربي لمدينة صنعاء. كان معروفاً عن «العثمانيين» الشدة والشراسة في القتال، ولهذا فهم لا يحتاجون لغزو أي بلد واحتلاله إلى أكثر من 5 أو 10 آلاف جندي، حسب قوة البلد المراد احتلاله، فصيتهم هذا يسبقهم، وهو كافٍ ليدفع بأغلب الدول الى الاستسلام لهم من دون مقاومة، فالعثمانيون أتوا غازين اليمن بـ7 آلاف مقاتل، معتقدين أنها كغيرها لقمة سائغة، إلا أن اليمنيين أبادوهم عن بكرة أبيهم، فأرسل إليهم العثمانيون 40 ألف مقاتل لإخضاعهم ولينهوا ما بدأوه، إلا أن اليمنيين أبادوا معظمهم أيضا، فأرسلوا إليهم 40 ألف مقاتل آخرين لذلك البلد العصّي عليهم وعلى غيرهم، ولكنهم أيضا أخفقوا. العثمانيون خاضوا في اليمن معارك خاسرة في عدة مناطق محاولين إخضاعه ولكنهم فشلوا، فقاموا بتسيير جيش خاص قوامه 25 ألف مقاتل في حملة جديدة لاحتلال صنعاء إلا أنهم ووجهوا بشراسة وبسالة، ولكنهم استطاعوا الوصول إلى أعتاب منطقة الجهة الغربية لصنعاء، فدارت فيها أقسى معركة خاضوها في تاريخهم، خسروا فيها 12 ألف جندي عثماني، فسميّت بعدها هذه المنطقة بـ«مذبحة»، وكانت نتيجة تلك الحملات المتعاقبة زمنيا أنه لم يسلم إلا 5 آلاف جندي عثماني من أصل الـ87، لقد كانت مذبحة حقيقية. ولا يزال الأتراك يبكون قتلاهم بأناشيدٍ وأغانِ شعبية بلغ عددها سبعة تتوارثها الأجيال، ويتناوب على أدائها الفنانون الأتراك كجزء من التراث الشعبي التركي كذكرى لم ولن تُمحى من ذاكرتهم، ومنها هذه المقتطفات المعبرة والحزينة عن هول تلك المذبحة:

«ليس هناك سحب في الجو، ما هذا الدخان؟ لم يمت أحد في الحي لمَ هذا الصراخ؟ تلك الأراضي اليمنية لمَ هي وعرة جداً؟ آه يا لهذا اليمن… لقد سحق زهرتنا، من يذهب إلى أرض اليمن ، لا يعود..!! أتعجب لماذا؟ هنا قلعة «هوش»، وهي قلعة عثمانية بين تعز وصنعاء، الطريق إليها متعرج إلى أعلى، من يذهب اليها لا يعود أتساءل عن السبب؟».

أناشيد طويلة ومحزنة بالنسبة إلى الأتراك، وهي توثيق لحقيقة تاريخية لما حصل لجيش حاول أن يهيمن على موطن أصل العرب، فويل وويل لمن تطاول وحاول أن يدنس أرضهم. وقد ذكر في كتاب «اليمن مقبرة الغزاة» للباحث والكاتب عبدالله بن عامر عن «مذبحة الأناضول» بأن الأتراك كانوا الأكثر خسائر بشرية مقارنة مع كل الغزاة الذين حاولوا احتلال اليمن، ولهذا فهناك أكثر من منطقة يمنية فيها مقابر تركية تعود إلى فترات زمنية لحملاتهم العسكرية..

اليمن لن تترك ثأرها وسيكون ردّها مرعباً وموجعاً..ويليق بمقام شهدائها الأبرار..

يمن العزّة والكرامة والإباء ..

أهل اليمن.. من يدفعون ثمن العروبة التي نسيها العرب..

من ينصرون غزّة التي رماها إخوة يوسف في البئر ..

من يحتضنون فلسطين في قلوبهم بعد أن خذلها عربان الذل ..

أرض اليمن التي باركها الله ورسوله ..هم وحدهم أختصروا العروبة .. وأشهد أنهم كل العرب ..

الويل الويل لكم يا قتلة الأنبياء من ثأر اليمن ..

By adam