كتب فراس ياغي:

رحم الله شهيد الأمة “حسن نصر الله” عندما قال: “إذا سقطت دمشق ستسقط كل المنطقة وتضيع فلسطين”، والرئيس الفلسطيني “ابو مازن” بكل ما له وما عليه يقال انه كان يقول في جلساته المغلقة بأن “ضياع دمشق يعني ضياع القدس”، وكنا دائما نكتب في مقالاتنا المنشورة ما قبل السابع من تشرين/أكتوبر بأن “بوابة المنطقة ككل هي دمشق، وسقوطها يعني الدخول إلى واقع جيوسياسي جديد، ونتيجتها ان تُشرّع تلك البوابة العريضة للحلف الأمريكي وعلى رأسه إسرائيل ومعهم عرب امريكا”

لاحظوا ما حدث في “لبنان”، لقد تم تخيير رئيس الدولة “جوزيف عون” ورئيس الحكومة “نواف سلام” من قبل المبعوث السعودي “نقل إليهم رسالة نهائية أمريكية سعودية”، بين الذهاب إلى نزع سلاح “حزب الله” حتى لو ادى ذلك إلى حرب أهلية، أو الذهاب لتدمير كل “لبنان” من قبل “إسرائيل” وفق “نموذج غزة”، فإختارت الدولة اللبنانية برئيسها “الماروني” ورئيس وزراءها “السني”، محاربة مكونها “الشيعي” بإسم سحب سلاح “حزب الله”، وهي المقدمة لعقد إتفاقية سلام مع “إسرائيل” حين تحين لحظة طرح المشروع “الترامبي” والذي اساسه توسيع ما يسمى بِ “الإتفاقيات الإبراهيمية”

كل ما يجري في “لبنان” يرافقه توجه “نتنياهو” لإحتلال كل قطاع “غزة”، والهدف هذه المرة هو التهجير العلني لفلسطينيي “غزة” بتدمير ما تبقى منه، لأنه لا يمكن بهذه الطريقة تحرير اسراهم، بل خطوة الإحتلال “يسميها نتنياهو سيطرة” ستؤدي لموتهم بشكل نهائي، وهذا ما يقوله رئيس اركان دولتهم، بل يقول أكثر من ذلك ويعتبر إحتلال غزة “مصيدة إستراتيجية”.

أمر العمليات الامريكي أُخذ، ومرة اخرى نُعيد ما قلناه سابقا، الأمريكي “ترامب” والإسرائيلي “نتنياهو” إتفقوا على حسم كل الملفات في المنطقة وبالقوة، فإما الرضوخ والاستسلام الى دولة “إسرائيل الجديدة” بقيادة “نتنياهو” بإرادة جميع من في المنطقة إضافة إلى الموافقة على الضم الجزئي والتهجير الجزئي، والنفوذ الكامل والإشراف الأمني المباشر، أو الذهاب إلى خيار التدمير والضم الكلي والتهجير الكلي “الفلسطيني والشيعي” والنفوذ والإشراف الأمني، بإختصار “إسرائيل” هي “شرطي” المنطقة.

اليوم نضيف شيء جديد ودون تفاصيل ونقول “جمهورية مصر إقتربت لتكون في قلب العاصفة القادمة”، يريدون ذلك بإرادتها وإن رفضت ستصبح هي الحدث”، و”الضفة” ذاهبة لسياسة الحصار والتجويع كمقدمة لتلحق بأختها “غزة”، و “الإتفاقيات الإبراهيمية” سو يتم تتويجها ببناء “الهيكل الثالث” المزعوم على أنقاض “قبة الصخرة” ليعلن بعدها مركز الديانة الإبراهيمية.

واضح أن مسألة حسم الملفات أصبحت عنوان الاسابيع والشهور القادمة، نحن الآن في الشوط الأخير لتنفيذ مخططات تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء محور المقاومة ككل، وفرض الإرادة التامة طوعاً او كرهاً على كل من يعترض على ذلك.

نعم نحن أمام لحظات خطيرة ومفصلية ستمس كل المنطقة، فإما أن تقوم “أم الدنيا” “قاهرة المعز” بضرب سُباطها على الطاولة لأنها هي المستهدفة، وإلا سيقع على عاتق مقاومة “لبنان” ومقاومة “غزة” وحدهم الصمود وإفشال هذا المخطط الخطير، او أن الأمريكي والإسرائيلي وعربهم سيحققون أكبر نصر تاريخي، حيث ينتصر “البزنس” الأمريكي والعربي والفلسطيني المتحالف مع الصهيونية المسيانية.

يبقى ان نقول أن كل الخطوط الحمر إنتهت منذ حرب “الخرائب التوراتية” على “غزة” ولاحقا على “لبنان” والتجرؤ على ضرب “إيران”، وأصبحت كل المعادلات “صفرية”، لأن بوابة سقوط المنطقة شُرّعتْ بعد أن سقطت “دمشق”