أكد حرس الثورة الإسلامية في بيان، أن إسرائيل بدأت الحرب لكن القوات المسلحة الإيرانية هي من أنهتها.
وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
إلى الشعب الإيراني الشجاع والبطل، وإلى العوائل المكرّمة للشهداء:
إن أبناءكم وخدامكم في حرس الثورة الإسلامية، وبعد العدوان الذي شنه الجيش الصهيوني على أجواء بلادنا وبدئه حرباً مفروضة على إيران الإسلامية، وباستجابة لنداء القائد الأعلى للقوات المسلحة وبدعم من الشعب الإيراني، قاموا بتصميم وتنفيذ سلسلة عمليات “الوعد الصادق 3” في 22 موجة عنيفة، مستمرة ومتعددة الطبقات، مستهدفين بنك الأهداف العسكرية المتنوعة والمتعددة للعدو في الأراضي المحتلة بالقدس، وأثبتوا مرة أخرى أنّ جنود الوطن الشجعان لا يتركون عدواناً دون رد، وأنهم بتوكلهم على الله وعزيمتهم العالية وضربتهم القاسية، دمّروا وهم الاستسلام الأحمق لإيران وسخروا منه.
نُكرّم شهداء هذه الحرب المفروضة ونُحيّي أرواحهم الطاهرة. وفي ملحمة الدفاع المقدّس التي دامت 12 يوماً، أصبح القادة الشهداء من أمثال الفريق الشهيد محمد باقري، الفريق الشهيد غلام علي رشيد، الفريق الشهيد حسين سلامي، الفريق الشهيد علي شادماني، واللواء أمير علي حاجي زاده، وسائر القادة الشهداء، والعلماء الشهداء، وشهداءنا المدنيين من النساء والأطفال، كشموس مضيئة ومصابيح للهداية في هذا الميدان، وأثبتوا أن الاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوطن والثورة الإسلامية هو نهج ومنتهى حياة كل رجال الله.ونُعلن خالص تقديرنا واحترامنا لأفراد الشعب الإيراني، لاسيما عوائل الشهداء الكريمة، ولقائد الثورة الإسلامية القائد الأعلى للقوات المسلحة سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي العزيز، وللمراجع العظام، والعلماء، ورؤساء السلطات الثلاث، خاصة رئيس وأعضاء الحكومة المحترمة، والنخب الأكاديمية، والجهاز الدبلوماسي، والإعلام الوطني، والنشطاء في الفضاء الافتراضي، والأحزاب السياسية، والكوادر الطبية والإغاثية. لقد تألق كل هؤلاء بجانب القوات المسلحة، وسجّلوا حضورهم في سجل التاريخ المشرق.
لقد قدّم الشعب الإيراني، امتداداً لقيم الدفاع المقدّس الذي دام 8 سنوات، وفي مواجهة تاريخية منتصرة، صورة مشرقة عن العزة الوطنية، وروح المقاومة، والتماسك الداخلي، أمام العالم. وكانت نتيجة هذه الوحدة والجهود تجسيداً لإيران القوية، ورفضاً قاطعاً لحسابات المستكبرين العالميين ضد الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية المقدّس.
إن الهدوء، والحكمة، والصلابة التي تحلّى بها قائد الثورة الإسلامية منذ اليوم الأول للحرب المفروضة من أجل تعبئة وطنية ضد المعتدين، شكّلت رصيداً متنامياً يُبرز الدور الفريد للإمامة في توحيد النظام الإسلامي، وذكّرتنا جميعاً بذلك.
في ظلّ هذا الشعب العظيم، وتحت قيادة هذا القائد الجليل، يكتسب أبناء القوات المسلحة الشجاعة لخوض معركة تاريخية تصنع الحضارة.ويعجز الحرس الثوري الإسلامي عن وصف وتفصيل هذه التضحيات المخلصة، الفريدة، والتاريخية للقوات المسلحة، خاصة المجاهدين البواسل في القوة الجوفضائية، ووحدات الصواريخ، والباسيج الشجعان، والجنود المجهولين في الاستخبارات، ومقاتلي الدفاع الجوي، ولا يمكن أن تكون إلا الشهادة هي الجزاء الحقيقي لتلك التضحيات ولهؤلاء المجاهدين.
ومن أبرز إنجازات هذه المرحلة من معاقبة المعتدين، وعلامة على بؤس القتلة الصهاينة الإرهابيين وداعميهم المتعطشين للدماء، يمكن الإشارة إلى: تعزيز الوحدة الوطنية، وزيادة الرصيد الاجتماعي، وتعميق الثقة بالقوات المسلحة، وتقوية روح الاعتماد على النفس، وكشف وتفكيك الشبكات التخريبية الداخلية، ورفع مكانة إيران في قلوب الأمة الإسلامية، والحصول على دعم دولي لعدالة قضية الجمهورية الإسلامية وعدوانية الجيش الصهيوني، وانهيار فكرة تغيير النظام في إيران، والحفاظ على ركائز ومقومات القوة في البرنامج النووي، وصون البنى التحتية الدفاعية والصاروخية، وتحطيم أسطورة الدفاع الجوي متعددة الطبقات والمكلفة للعدو، وتفاقم أزمة بقاء الكيان في الأراضي المحتلة، وتفنيد أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر، وبثّ الأمل في الشعوب المستضعفة بمواصلة مواجهة المستكبرين.
إنّ دخول الجيش الأميركي الإجرامي، المهزوم سلفاً، إلى ساحة المعركة لإنقاذ جنود الجيش الصهيوني البائسين، لم يُفلح في تغيير معادلات الميدان ولا اليد العليا لإيران، حيث كانت الضربة الصاروخية الانتقامية الإيرانية على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، ضمن عملية “بشارة الفتح”، رسالة جديدة لقوة إيران، وفهمها الأعداء بوضوح.
وجدير بالذكر أن من بدأ الحرب المفروضة هو الجيش الإرهابي الصهيوني، لكن نهايتها خطّها أبناء الشعب الغيارى والشجعان في القوات المسلحة، خاصة القوة الجوفضائية للحرس، في الموجة الثانية والعشرين من عملية “الوعد الصادق 3″، وكانت ضربتهم الأخيرة مدمّرة إلى درجة أن “عويلات وقت إطلاق النار” خرجت من حناجر الكيان الصهيوني السفّاك ورئيس أمريكا المتوهّم.
ومجدداً، وبالاستعانة بالله تعالى، نعاهد الشعب الإيراني البطل وعوائل الشهداء الكريمة، بأننا لن نكلّ أو نملّ في سبيل تحقيق الهدفين الاستراتيجيين والثابتين لحرس الثورة الإسلامية، والمتمثلين في إخراج أميركا المحتلة من المنطقة، وتدمير الكيان الصهيوني قاتل الأطفال، لأن الاستقرار والسلام الحقيقي في المنطقة رهن بتحقيق هذين الهدفين المباركين، ولن نُفلت رقبة العدو، وسنواصل معاقبته دون توقف.
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
حرس الثورة الإسلامية 26 حزيران/يونيو 2025