بعد الاغتيالات الإسرائيلية، بدأت الاستعدادات للرد، لذا بمجرد بدء الهجوم الإسرائيلي، كانت الأقمار الصناعية الأمريكية تمسح جغرافية إيران بحثًا عن أيِّ حركة للقوات والمعدات يمكن أن تشير إلى ضربة محتملة وحجمها وموقعها، مما قد يساعد في الاستعداد للدفاع.
تأتي التدريبات العسكرية الإيرانية شبه اليومية في هذا السياق – لإرباك القوات الأميركية والإسرائيلية. تحرِّك إيران المعدات وتغلق المجال الجوي للمناورات. كيف يمكن للأميركيين الآن معرفة أي حركة أو إغلاق للمجال الجوي ستكون للمناورات و أيُّها للضربة الحقيقية؟
إنَّهم يرون معدات إيرانية تتحرك في أقمارهم الصناعية، ولكن هل هذه مناورة؟ هل سيكون الرد الليلة أم الأسبوع القادم؟!
هل تصبح إحدى المناورات هي الرد نفسه؟
لهذا السبب تقوم المخابرات الأميركية كل يوم أو يومين “بتقدير ضربة وشيكة” ، يرون التحركات واتخاذ المواقع للضرب – لكن ما يحدث هو المناورات أو لا شيء.
أيضًا، تستعد إيران لجولات متعددة محتملة من التبادلات، لذا فهي ليست مجرد استعدادات لضربة واحدة ثم العودة إلى النوم ، قد يتطور الأمر إلى شيء أكبر، ويتطلب الأمر الاستعدادات اللازمة ، إنها حرب استخباراتية واستخباراتية مضادة شاملة مستمرة قبل الضربة.
إن ما نتحدث عنه هنا هو مواجهة مباشرة مع السلاح الأميركي التي يحاول وقف الهجوم الإيراني ، وهذا أكبر بكثير من إسرائيل ، فالإمبراطورية الأميركية معبأّة لحماية إسرائيل من القذائف الإيرانية ، ونجاح إيران في اختراق الدفاعات الأميركية (وكذلك الدفاعات الأوروبية والعربية والإسرائيلية المشاركة) وضرب أهداف استراتيجية إسرائيلية سيكون بمثابة انتكاسة كبيرة للولايات المتحدة نفسها ، وهذا نوع من المواجهة لم نشهده من قبل.
أ. محمد علي _ أميركا