أسد الشهداء قائد طوفان الأقصى الشهيد القائد / يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، رضوان الله عليه، نحن كشعب فلسطيني قررنا أن نجعل من مهج أفئدتنا، ومقل عيوننا، وأجساد أطفالنا ونسائنا سداً أمام حالة الانهيار في زمن الخذلان.
وأنا أقول إن أكبر هدية يمكن أن يقدمها العدو والاحتلال لي هي أن يغتالني، و أن أقضي شهيداً على يده.
لقد أكرمه الله عز وجل بالشهادة بالطريقة التي تمناها وطلبها .
وضّح السنوار كيف يثبت القائد في ساحة المعركة؛ بيّن أنه لا يختبئ ولا يفرّ، بل يبقى ثابتاً صابراً مجاهداً حراً عزيزاً في الخطوط الأمامية، في نقطة الصفر، مقبلاً غير مدبر، مشتبكاً في مقدمة الصفوف، ويتنقل بين المواقع القتالية. هو المجاهد الذي لا يعشق المنصب، بل يعشق الجهاد والاستشهاد. جندي من جنود الله، نال الشهادة في سبيل أسمى وأعدل قضية، فاز وربِّ الكعبة.
شهادة هذا القائد الكبير، ودماؤه الطاهرة الزكية ستكون الوقود التي سيكتوي الصهاينة بضِرام نيرانها، وستزيد المجاهدين في فلسطين إصراراً وعزماً. شهداؤنا لابد أن يكونوا على أرقى مستوى ممكن يأخذون حمزة بن عبد المطلب مثالاً فيحذون حذوه .
التبريكات لا التعازي، وهنيئاً وطوبى لشهيد القضية، شهيد القدس، شهيد الطوفان الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه قائدَ ورائدَ مدرسة طوفان الأقصى، ونموذجاً راقياً في الجهاد والثبات، وخلده التاريخ عنواناً للأحرار حتى قيام الساعة. لقد ضرج شهيدنا بدمائه الزكية ثرى غزة العزة، وافتدى أهلها ومقاومتها بأغلى ما يملك في مواجهة بطولية على طريق القدس، وارتبط اسمه مع أكبر معركة خاضها الشعب الفلسطيني على مدار نضاله الطويل، وهي طوفان الأقصى.
يحيى السنوار رسالةٌ مفادها ” إنه لجهاد، نصرٌ أو استشهاد، أحيا الثقافات الجهادية وأعادها إلى أوساط الأمة، و وحّد الأمة من التفرقة والطائفية والمناطقية التي كانت الذريعة الأساسية التي يستخدمها الاستكبار العالمي وما يزال يستند إليها حتى يومنا هذا، وأكبر شاهد على ثمرة هذا التوحيد هو تقديم القرابين العظيمة لله من قادة ربانيين دفاعاً عن أسمى قضية، وهم الذين لحق بهم السنوار، الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، والشهيد قاسم سليماني، والشهيد إسماعيل هنية، وآخرون من القادة الربانيين الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة والزكية من أجل القضية وتوحيد الأمة من التفرقة، من أجل إفشال المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي. ودماء هؤلاء القادة الربانيين الذين لم يصبهم وهن ولا استكانة ولا ضعف، هي بداية الانتصار والتحرير الحقيقي وتوحيد الأمة أكثر. لقوله تعالى: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَـمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ” (البقرة: 214).
بعد هذا الزلزال، نصر الله قريب، ونصر كبير وعظيم، وعد إلهي توضحه وتبينه الآية الكريمة.
أبو إبراهيم جسَّد طرق الأنبياء العظام بطوفانٍ ضد نمرود العصر (اللوبي اليهودي الصهيوني)، قائلاً: “سيف القدس لن يغمد في وجه الاحتلال الإسرائيلي حتى العودة والتحرير”. مجاهدٌ بحجم أمة، صاحب النفوذ الأكبر، العقل المدبر والمهندس والمخطط، والمنفذ، وقائد طوفان الأقصى، نجم أكتوبر، كسر شوكة “الجيش الذي لا يُهزم”، ومرغ أنوفهم بالتراب، محطم الحروب النفسية المصطنعة من قبل العدو، وكاسر حاجز الخوف، أعاد الأمل لكل مستضعف ومحروم في العالم في التحرير من المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي، وإفشال قواعد حكماء صهيون. القائد الذي كانت “إسرائيل” تعتبره التهديد الحقيقي لوجودها، مذل الاستكبار العالمي ومفشل مشروعهم.
“وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”* (فصلت: 35).
السلام عليه مجاهداً، وأسيراً، وقائداً، وشهيداً، و مصدر إلهام باقٍ و راسخ و مستمر.
عدنان عبدالله الجنيد.