في خضم الحرب الضروس التي تخوضها مقاومتنا الباسلة على أرض المعركة، لا تقتصر المواجهة على الأبعاد العسكرية فحسب، بل تتعداها إلى حرب إعلامية شرسة يتعرض لها الشعب الفلسطيني واللبناني وكل داعم للمقاومة في بلادنا العربية والإسلامية. الإعلام الخبيث، الذي لا يمكن أن يصدر عنه ما يروج له من أكاذيب وفتن إلا بموافقة حكومات وأنظمة بلاده، يتجلى كأداة لتشويه الحقائق ودعم الاحتلال الصهيوني. إن هذا التواطؤ الإعلامي لم يعد خافيا على أحد، ويؤكد أن الارتهان للعدو هو أساس إدارة الوضع ااذي لا يمكن وصفه إلا بأنة ذل وخضوع وخنوع بكامل إرادتهم.
تُجسد هذه المرحلة اختبارا حقيقيا لضمير الشعوب العربية والإسلامية. إن صمتنا على هذه الجرائم والفتن الإعلامية لم يعد خيارًا مقبولا. آن الأوان لنتحرك بجدية ونرفض أن نكون مجرد متلقين للأخبار الزائفة. فإن لم يكن لنا من صوتٍ يعبر عن آلام الشعبين الفلسطيني واللبناني، فسنكون شركاء في جريمة السكوت. الدعاء وحده لن يغير شيئا، بل يجب أن نكون جزءا من الحركة الفعلية التي تهدف إلى إحباط أي محاولة لتشويه صورة المقاومة.
يتوجب علينا أن نرفض الحلوس في بيوتنا ونكتفي بالنحيب على مواقع التواصل الإجتماعي، فالمشاركة في دعم المقاومة ليست خيارا بل واجب. الخوف من التحرك هو شماعة نستخدمها لتبرير تقاعسنا، بينما يجب أن نكون حاضرين في كتابة التاريخ جنبا إلى جنب مع المقاومة، بدعم صمودها ومؤازرتها. إن فصائل المقاومة تقوم بما عليها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينبغي عليها أن تتحمل كل الأعباء وحدها؟
من الضروري أن نتخذ خطوات عملية، مثل الدعوة لوقف جسر الدعم البري للاحتلال، أو حتى السعي لإسكات الصحافة التي تروج للاحتلال. كل منا يمكنه أن يساهم في هذه المعركة. لن نسمح بأن تكون أقلامنا وسيلة لتجميل الاحتلال أو تقوية أسس الباطل. بل يجب أن نتحد جميعا، كأفراد ومجتمعات، لنحارب زيف الإعلام ونؤكد على حقنا في الحياة والحرية.
إن هذه اللحظة التاريخية تتطلب منا أن نكون في الصفوف الأمامية، نرفع أصواتنا ضد أي تزييف للحقائق، ونعبر عن دعمنا اللامحدود للمقاومة. لنكن جزءا من هذا النضال، ولنستعد لمواجهة كل التحديات، فمستقبل الشعوب يرتبط بمدى قوتنا في الدفاع عن حقوقنا وحرية أرضنا.
أحمد كمال الدين _القدس