و قد كان يحيى، و صار حياة…
إن كان نالها فقد كانت مناه، و إن أخطأته فهاهو مازال ينتظر و ما بدل تبديلا….
هاهم إياهم، هذه المقاومة و تلك المقاومة، يستشهد قادتها، و تنتقل الراية من يد إلى يد، هل أحكي لكم قصة معركة مؤتة؟…
و هل هذه الحرب إلا بعض تلك المعركة؟….
ذات معركة في مؤتة، تناقلت أيادي القادة راية الرسول الأكرم صلوات الله عليه و آله و سلم، حتى حملها جعفر بن ابي طالب، حملها جعفر الطيار إلى السماء، سنوات تلت، يسلم الرسول الأكرم الراية لرجل يحبه الله و رسوله، و يحب الله و رسوله، يستلم الراية امير المؤمنين، مسحة من تلك اليد المباركة، لحظات تلت، مرحب مجندلاً بضربة من ذو الفقار، و بتلك اليمنى الشريفة يقتلع باب خيبر…
و يعود التيه، ذاك التيه المزعوم في صحراء سيناء، الذي حكته إسفار العهد القديم أنه امتد سبعين عاماً، أعادته خيبر، حقيقةً وليس خرافة، وتاه بنو قريظة والقينقاع في كل صحاري الأرض1400 عاماً، حتى أعادهم هرتزل و بلفور، نعم هذا الثأر الذي يسري في جينات أولئك الحاخامات عمره 1400 عاماً، هل من صدفة أنهم اسموا الصواريخ التي اغتالت السيد الشعيد، سيد شهداء طريق القدس باسم ( مرحب)؟؟…
ويأتي من ينعق أن المقاومة عبثية وفوضوية….
والناعقون كثر، يأتي من ينعق ايضاً أنهم كثرة؟….
و متى كانت الكثرة في القرآن الكريم محمودة؟؟؟..
نعم، هؤلاء هم العدو فاحذروهم، من قال أن (مسجد ضرار) قد أزيل؟؟!!..
هاهو يتوسط الرياض و دبي و الدوحة و عمان و القاهرة و المنامة و أنقرة..
أحقاً لا ترونه؟…
هل تعرفون كم كان عديد جيش المسلمين في معركة مؤتة؟…
3000…..
و كم كان عدد جيش الروم؟…
200 ألف….
ذات تصريح قالها الشهيد يحيى السنوار:
إما نصر أو كربلاء…
وكان كمن يتلو وصيته عندما قال: نحن لا نخشى الموت، إلا أن نموت على أسرتنا أو نتيجة سكتة دماغية أو جلطة، نحن نطلب الموت في ساح المعركة دفاعاً عن بلدنا، و لا نهابه، وقعنا عليه أو وقع علينا…
لا تصالح…
هذه قلتها يوماً ستكون وصيتي لأولادي..
و كيف نصالح من قتلوا أغلانا؟…
حتى ذاك الناصري الذي كانت تستحي منه الملائكة، و قد ضاقا ذرعاً بأولئك الفريسبين التلموديين، فكان أن اجتاح أسواق أورشليم، و قد حول أجداد بني القينقاع و قريظة بيوت الرب إلى (أكشاك) لتجارتهم، ذاك الناصري الجميل اختار طريق الجلجلة على أن يتوج ملكاً في الدنيا، ان يرهن رسالته عند الفربسيين، سار في طريق الجلجلة و عينه على التاج في ملكوت السماء و كان له ذلك….
نعم، نصر أو كربلاء …
أليس الصبح بقريب؟…
و اذكر في الكتاب…
و قد وهنت عظام زكريا….
وكان يكفي ذاك النداء الخفي عن قلب تقي…
حتى أتى يحيى زكريا بعد قحط…
و اذكر في الكتاب …
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم….
الشهيد يحيى السنوار تلقى الرصاص في جبينه و صدره، حين التقى الجمعان، تد الرجل قدمه في الأرض، أعار الله جمجمته، ولسان حاله قول الإمام الحسين عليه السلام ” والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا افر فرار العبيد”…. اشتبك السينوار مع الصهاينة من المسافة صفر، اشتبك وعلى رقبته كوفية، وفي يده بندقية، وعلى صدره جعبة قنابل، و مع الأنفاس الأخيرة كانت ترسم تلك الابتسامة على تلك الشفاه و هي تلهج: هل رضيت يارب؟؟.. أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله..
قبيل جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه، كان قائد المسلمين في معركة مؤتة عبد الله رواحة، ذاك الجميل الذي لم يكن يشبهه أجد في محياه الرحماني إلا حواريي السيد المسيح، عبدالله بن رواحه قد استشهد و في جسده، وكلها من الامام، ثمانون طعنة من رمح أو سهم أو سيف…
ذات معركة في صفين وقف عمار بن ياسر رضوان الله و له من العمر تسعين عاماً، و قد أدمت ضربات السيوف و الرماح كل جسده، وقف شامخاً و ذاك الرأس الشريف يكاد يلامس عنان السماء:
والله لو ارجعتمونا إلى سعفات هجر، ماشككنا للحظة أننا على حق، وأنكم على باطل”….
أليس الصبح بقريب؟؟…
باسل علي الخطيب….