إنّ استشهاد قائد المقاومة الفلسطينية ومهندس الطوفان يحيى السنوار يعيد إلى الذاكرة كل تاريخ النضال والمقاومة العربي والإسلامي والأممي، ذاك التاريخ الذي تجسّد وتكثّف في معركة الطوفان، وكان عمر المختار أحد الرموز التاريخية لمقاومة الاستعمار.

وعندما نجح الاستعمار الإيطالي الفاشي في إلقاء القبض على المختار، أخضع المختار لجلسات التحقيق، فأثارت إجابته الواضحة والقاسمة ذهول المحققين، إذ قال:
«نعم قاتلت ضد الحكومة الإيطاليَّة، لم أستسلم قط. لم تخطر ببالي قط فكرة الهرب عبر الحدود. منذ عشر سنوات تقريبًا وأنا رئيس المحافظية. اشتركت في معارك كثيرة لا أستطيع تحديدها. لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة. وما وقع ضد إيطاليا والطليان، منذ عشر سنوات وحتى الآن كان بإرادتي وإذني. كانت الغارات تُنفَّذ بأمري، وبعضها قمت به أنا بنفسي. الحرب هي الحرب. أعترف بأنه قُبض عليّ والسلاح بيدي، أمام الزاوية البيضاء، في غوط اللفو، هل تتصورون أن أبقى واقفًا دون إطلاق النار أثناء القتال؟ ولا أشعر بالندم عمَّا قمت به».

ودار بينه وبين وزير المستعمرات غراتسياني الحوار التالي:

¤غراتسياني: لماذا حاربت بشدَّة متواصلة الحكومة الفاشيَّة؟ ¤أجاب المختار: من أجل ديني ووطني. ¤غراتسياني: ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟ ¤فأجاب المختار: لا شيء إلَّا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرضٌ علينا وما النصر إلا من عند الله. ¤غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك أن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم؟ ¤فأجاب المختار: لا يُمكنني أن أعمل أي شيء … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلَّنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلّم أو نُلقي السلاح.

وكأنّ لغة المقاومين المجاهدين المناضلين واحدة

علي الحمد الله _فلسطين