البصمة الأميركية في هجوم باكستان على أفغانستان
وبحسب موقع مشرق ، كتبت قناة مرصد أفغانستان والعالم للتحليل في منشور على تيليجرام:

مقدمة

في ليلة 9 أكتوبر 2025، استُهدفت مدينة كابول والعديد من المقاطعات الشرقية في أفغانستان بغارات جوية وضربات بطائرات بدون طيار. وبينما رفضت وسائل الإعلام الرسمية تأكيد هوية مرتكبي الهجوم بشكل مباشر، تشير الأدلة والتسجيلات الصوتية التي نُشرت بعد الهجوم إلى أن العملية نفذتها الولايات المتحدة بتنسيق كامل من باكستان. لم يكن الغرض الرئيسي من الهجوم إرسال تحذير مباشر إلى فرد، بل إرسال تحذير مباشر إلى إمارة أفغانستان الإسلامية وقياس رد فعل الشعب الأفغاني. دور الولايات المتحدة: هجوم مباشر من قواعد نشطة في باكستان خلال الزيارة الأخيرة لعاصم منير وشهباز شريف إلى واشنطن، تم التوصل إلى اتفاقيات خلف الكواليس استعادت بموجبها الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى القواعد العسكرية على الأراضي الباكستانية، وخاصة بالقرب من سبين بولداك في قندهار. هذه القواعد، التي كانت في السابق في حوزة القوات الأمريكية، تم تفعيلها الآن لعمليات الطائرات بدون طيار.

تم تنفيذ الهجوم ليلة 9 أكتوبر من نفس هذه القواعد، واستهدفت طائرات أمريكية بدون طيار أهدافًا في كابول وخوست وبكتيكا. دور باكستان: الغطاء السياسي وقياس رد الفعل العام لعبت باكستان دورًا في التغطية على هذه العملية. ومن خلال قبول المسؤولية عن الهجوم بشكل غير رسمي، أظهرت باكستان عمدًا أنها متورطة من أجل قياس رد فعل الشعب الأفغاني على الغارة الجوية. وكانت هذه الخطوة جزءًا من تكتيك أمني مشترك بين واشنطن وإسلام آباد. نور والي محسود: ذريعة للهجوم، وليس الهدف الحقيقي في الساعات التي تلت الهجوم، ذكرت وسائل الإعلام أن الهدف الرئيسي كان نور والي محسود، زعيم حركة طالبان باكستان. ومع ذلك، بعد دقائق من الهجوم، تم إصدار شريط صوتي أعلن فيه نور والي محسود، مع إعطاء التاريخ والوقت الدقيقين، أنه على قيد الحياة وموجود في المناطق القبلية. وأظهر هذا الشريط الصوتي أن الهدف الحقيقي من الهجوم لم يكن القضاء على فرد، بل إظهار القوة وإرسال رسالة سياسية إلى طالبان.

الخاتمة: تحذير أمريكي مباشر لإمارة أفغانستان الإسلامية

لم يكن هجوم ليلة التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عمليةً لمكافحة الإرهاب، بل كان تحذيرًا واضحًا من الولايات المتحدة لإمارة أفغانستان الإسلامية. باستخدامها الأراضي الباكستانية، أظهرت واشنطن، دون إعلان رسمي، أنها لا تزال حاضرة في المعادلة الأمنية الأفغانية. بدورها، لعبت باكستان دورًا سريًا، مما ساعد الولايات المتحدة على اختبار رد فعل الشعب الأفغاني على العدوان الجوي