دولة الكيان المزعومة “إسرائيل” في مأزق استراتيجي: وصلابة الردّ الإيراني تدفع تل أبيب للتوسل بهدنة
فماذا في التفاصيل؟!
بعد ثمانية أيام فقط من التصعيد العسكري بين إيران و”إسرائيل”، بدأت تل أبيب تُظهر علامات التعب الاستراتيجي، وتسعى عبر وسطاء إقليميين ودوليين إلى وقف إطلاق النار وتجنّب توسع رقعة المواجهة. صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مصادر “إسرائيلية” وعربية أن القيادة “الإسرائيلية” باتت تميل إلى إنهاء الحرب قريباً، في ضوء ما وصفته بـ”ردود غير متوقعة وقاسية” من الجانب الإيراني.
التحولات الأخيرة كشفت مدى محدودية الخيارات لدى العدو فالهجمات التي شنّتها الولايات المتحدة والكيان على منشآت نووية إيرانية لم تحقق أهدافها. الخبير الأمريكي في شؤون نزع السلاح “جيفري لويس” كتب في سلسلة منشورات على منصة “إكس” أن “الهجمات العسكرية لم تُحدث أثراً حاسماً، ولم تستهدف البُنى التحتية الحساسة للبرنامج النووي الإيراني.”
الردود الإيرانية، التي جاءت دقيقة ومركّزة، وضعت كيان الاحتلال في موقع دفاعي، وخلقت حالة من الإرباك في مراكز القرار السياسي والعسكري في تل أبيب. مصادر دبلوماسية في المنطقة أكدت أن “إسرائيل” تواصلت خلال الأيام الماضية مع عدد من الدول العربية، منها قطر والأردن ومصر، طالبة منها التوسط مع إيران لوقف إطلاق النار.
هذا التحول من التهديد إلى التوسل يعكس فشلاً استراتيجياً للدولة المزعومة في تحقيق أهدافها من الحرب، ويكشف عن حقيقة جديدة في ميزان القوى: إيران، رغم كل الضغوط، أظهرت قدرة على الرد، وأربكت حسابات تل أبيب، بل وفرضت شروط معركة لم تكن في حسبان أحد.
الحرب التي بدأت بثقة مفرطة، أصبحت الآن عبئاً تحاول حكومة الكيان التخلص منه، بأي وسيلة. وفي هذا، إشارة واضحة إلى بداية مرحلة جديدة في معادلات الردع الإقليمي.