لم تنجح “تل أبيب” عسكريا في استعادة أسراها، ولا حتى في عملية اغتيال قادة في المقاومة الفلسطينية، أو حتى بالاجتياحات البرية.

فلجأت إلى تدمير مرافق الحياة على امتداد القطاع، وارتكاب مجازر وعمليات إبادة وثقت عبر شاشات التلفزة.

بعد ابرام الصفقة في مرحلتها الأولى، عادت للحرب بدعم أميركي، وعنوان المرحلة وقف كامل المساعدات الإنسانية، من غذاء ودواء ووقود، مع تدمير المنازل على ساكنيها.

علنا، يصرح مسؤول أمني لصحيفة يديعوت أحرنوت قائلا: إن الضغط العسكري بدأ يؤتي ثماره والطعام والوقود سينفدان خلال أسابيع في غزة .. الضغط العسكري والسياسي سؤديان في النهاية للتوصل إلى صفقة”.

ما صرح به المسؤول الأمني، وبوضوحه وصلافته، هو إقرار بالمجزرة التي يتعامى عنها العالم.

لا شك أن ثمة تفاوض مكثف يحصل، وهو ما أعلن عنه ديوان رئيس وزراء الإحتلال “بنيامين نتنياهو”.

لكن ما لم يصرح به هو صمود شعب غزة ومقاومتها في وجه التجويع لكسر الإرادة والتخلي عن السلاح كخطوة على طريق التهجير.

في مقابل ذلك، صمت عربي كأن شيئا لم يكن، وهو ما يعد أكثر من طعنة في صدر القضية الفلسطينية ككل.

إن الحرب العدوانية الدائرة يمكن اختصارها بحرب الطائرات في مواجهة الأمعاء، وهنا تتجسد معركة الإرادة التي لا زال للفلسطيني يده العليا فيها، رغم الثمن الكبير الذي يدفعه.

الإعلامي خليل نصرالله – المختص بالشؤون الإقليمية