يستهجن البعض فعل الطوفان, وارتداداته وتغيب عنه ارهاصاته, وبالزمن وحده سيفهم هؤلاء ان الخير وكل الخير فيما اختاره الله لنا. اما قرار محور الاسناد لم يأت عبثا بل بعد استشارة عقول واستخارة ستظهر لنا ما في الغيب المكنون وضنك المحول.
بعامل الزمن سنكتشف الكثير مما كان يحاك ولا يزال يدار للفتك بشعوبنا وما كشفه الصهيانية عن حلمهم القديم المتجدد لم يأتي وليد لحظة او ردّ فعل نزوة. بل بتخطيط وتشبيك لخلفاء السيكس بيكو و وكلاء الابراهامية ومجرمي الراسمالية. ومن باب التذكير اسرد بعض نتائج هذه المعركة دون مواربة او مزايدة.
هذه الحرب كشفت لنا مستوى عمالة سياسيينا وطابور خونة الداخل الذي زرع في كل المفاصل .الاقتصادية والثقافية والاعلامية والامنية والرياضية ووضع رقاب شعوبنا على المقاصل.
هذه الحرب عرّت لنا حقيقة الغرب وكشفت لنا مستوره ونفاق سياسييه وفجوره وتدجين مؤسساته التي فصلت خدمة لاهدافه.
هذه الحرب عرّت لنا اعلام الارتزاق ومن يعتاش على دونية العبودية لا الانعتاق وان بهتك الحرمات وتدنيس المقدسات.
هذه الحرب كشفت لنا حاضنة جمهور المقاومة ومستوى تضحيات رجالها دون مساومة. للدفاع عن شرف الامة لكشف هذه الغمة.
هذه الحرب كشفت لنا حقيقة من كان في جبهة الامداد وثبت في الاسناد وقدم النفس والنفيس والعتاد.
هذه الحرب كشفت لنا مستوى وعي شعوبنا بمشاركتهم في المهرجانات ومسخهم بطرب الاحتفالات حتى لا نراهم في المظاهرات ولا اثر لهم في الاعتصامات ناهيك عن اقتحام البوابات.
هذه الحرب كشفت لنا اوزان الاحزاب الاسلامية واليسارية والقومية والليبيرالية وحقيقة بوصلتهم التى تسمع لها ضجيجا ولا ترى فيها سريجا.
هذه الحرب اسقطت قناع النخب التي تدعي العلم والمعرفة وفرسان الحداثة الذين يعتاشون على تسويق السخافة.
هذه الحرب كشفت لنا ان جمهور الغرب الذي يرقص ويحشش ويسكر ويحربش اقرب منا لفطرة الصدّ عن المظلومين واكثر منا دفاعا على المنكوبين.
هذه الحرب كشفت لنا ان العثصملي ديدنه الخيانة وفعله مقرون دائما بالنتانة ويتوهم باسترجاعه الايام الخوالي ومجد بابه العالي.
هذه الحرب كشفت لنا ان الربيع العربي امريكي ومنجزه اخواني واقذر ما انتجه قطيع الجولاني والشرع من اوله كان شريكا للكياني.
هذه الحرب كشفت لنا ان شيوخ الردّة يمتهنون ضرب الملّة ويتقنون الذلة. هدفهم الاوحد مصالح ولي نعمتهم وان طلب منه الكفر بمبادئهم.
هذه الحرب كشفت لنا ان اغلب من يصلي ويصوم ويعتمر ويقوم طقوسه حركات وعبادته قشريات دون اثر واحاسيسه كصلد الحجر.
هذه الحرب كشفت لنا مستوى اجرام شعب الله المختار وصدق العزيز الجبار حين صيرهم المحتار لتدوين تلمودهم بالدماء وقتلهم للرسل والانبياء وديدنهم في الارض النكث والاستعلاء.
هذه الحرب كشفت لنا ان جمهور الرياضة والفن والخواضة ودور عارضي الازياء اشرف من جماهير الادعياء لاحزاب السفارات ومماليك العاهرات وقطيع المشيخات.
هذه الحرب كشفت لنا ان في فلسطين شعب الجبارين لا يرتضي الحياة مع الظالمين وبين غزة وجنين النصر أت بمشيئة الحق المبين وان بعد حين.
هذه الحرب كشفت لنا ان جيلنا القادم لن يضيع الحق بالتقادم بعد ان خلناه نسيا القضية بما شاهد من رزية وسيرستجع الحقوق بكل الوسائل وان كان باالحجارة والبندقية.
هذه الحرب كشفت لنا حقيقة رجال اليمن في نبلهم ورفعة عزتهم وان شعبها لا يقيم بثمن لكن بسماقة القيم ورقي الهمم.
هذه الحرب كشفت لنا ان صراع الحق ضد الباطل لا يمكن ان يكون مدجن طائفيا او عرقيا او دينيا ففطرة الانسان تأبى الضيم والتوظيف سياسيا .
اما في محطاتها المركزية هذه الحرب كشفت لنا مستوى اختراق جبل عاملة والضاحية والبقاع ولبنان شاملة وضربة البيجر والاختراقات السلكية والادمية لو اخذنا بهذه العملية على حين غرة لكانت النتائج دراماتيكية وحجم الدمار كارثية ؟
هذه الحرب كشفت لنا مستوى خطورة اختراق ايران بحلف صهيو امريكي وناتوي ودول الجوار وجماعة الشاه وفلول رجوي وجبهة خوزستان وسلفي بلوشستان وطابور العملاء الذي تجاوز 21000 عميل. لو تم ما كان يعدون اليه غدرا فهل سيبقى لل 22 بهمان من خبر ؟
يصعب لمن لا يفهم كيف تدار الاقدار ان يستوعب مشيئة العزيز الجبار ويميز ما تخفيه لنا من صالح وطالح وان الاكوان تحت تصرفه كيف يشاء وبما يشاء ونحن عاجزون عن استعاب نتائجها لعجالة في انفسنا.
حسن فضلاوي – تونس