آلمنا ما شاهدناه وما نشاهده ونعيشه منذ السابع من أكتوبر حتى يومنا هذا، ففي كل يوم ندفع أثماناً باهظة بشكل مضاعف أكثر من ذي قبل، وحتما لم تنتهي التضحيات بل ربما ستكون أكبر وأكبر.
فالسابع من أكتوبر ليس مجرد تاريخ وما حدث فيه أكبر من أي حدث، فقد أطلقت غزة رصاصة أصابت مقتل التفوق الإستعماري الغربي وأطاحت به تحت أقدام المقاومين ومحورهم.
جُنَّ جنون الغرب ومن معه وشرع سيفه وأشعل نار حقده ليعيد مجده على مدار أكثر من عام ولكن دون جدوى، فبات يحاول بشتى الطرق ساعياً لإيلام المحور بتوسيع نطاق الحرب وزيادة الكلفة فدخل بحرب مع المقاومة اللبنانية ولم يصل ما أراده، فقرر أن يستعين بشياطين الأرض وأطلق وحوشها وكل سفاكي الدماء نحو حاضرة المقاومة في سورية فعاثوا فيها الخراب ظناً منهم أنهم بذلك قد أخرجوها من المعادلة.
كلا.. فسورية ليست مجرد دولة عادية، هل نسيتم بأن المغول وبعد أن أسفطوا ثلثي العالم كانت نهايتهم بالشام؟ هل كانت الخلافة بها؟ هل كان بها دولة وجيش؟
الشام نقطة بداية ونهاية فإن جئتها صديقا جعلت لك شأناً كبيرا بين الأمم، وإن جئتها محاربا ستجعل منك خاسراً كبيراً في كتب التاريخ.
لا أتحدث من منطلق عاطفي أبدا، لأننا لو أردنا أن ننحاز لعاطفتنا ربما لن نجد غير البكاء، وأنا لست في صدد البكاء لأن المشهد اليوم مشهد مواجهة تاريخية بين الزيف والحقيقة، وعلينا أن نعمل بكل الوسائل كي نظهر الحقيقة وننصرها وندفع بكل قوة لإعلائها.
دخل تتار العصر الحالي بقواته نحو الشام وباتوا أقرب من غوطتها، تاركين وراءهم معارك ورجال ينتظرون ساعة الصفر، نعم فقد دفعهم جبروتهم نحو الدوامة ظنّاً منهم أنهم يسيرون بإرادتهم نحو مكسب دون أن يشعرون بجذبها وأنهم يتجهون نحو هلاكهم.
فكد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك…
صلاح الدين حلس