جاء السابع من أكتوبر ليري العالم شجاعة و بأس المقاومة الفلسطينية ، و شهد العالم الفرق بين الصقور و الغربان و الأسود و الجرذان ، و تبع السابع من أكتوبر الثامن من أكتوبر حيث لم تتوانَ أو تتردد المقاومة اللبنانية و دخلت بالطوفان نصرةً و إسنادًا للمقاومة الفلسطينية بشكل عسكري مباشر ، و ما قامت به المقاومة اللبنانية أمر مفروغ منه، و كيف لا ؟! و أمينها العام سيد المقاومة القائد الأممي الشهيد حسن نصر الله ، الذي ما زال نهجه شعلةً تضيء ليس صدور المقاومين في لبنان فحسب بل صدرُ كل مقاومٍ حرٍّ و شريفٍ في العالم .
منذ السابع من أكتوبر و المقاومة الفلسطينية تتصدى لهذا العدو الصهيوني ، محطمةً كل مخططاته الإجرامية على صخرة صمودها ، مدافعةً عن شعب قطاع غزة و أطفال غزة الذين باتوا بعدما عجز العدو أمام هذه المقاومة الشجاعة هدفاً استراتيجياً جباناً، لا نبالغ عندما نقول هدفاً استراتيجياً فالذي يتعمق بدراسة الإيدولوجيا الصهيونية الإمبريالية يدرك ذلك، و ما نراه أكبرُ دليل.
لم يتراجع أداء المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر أبداً، و ما زالت يومياً توقع جنود العدو بين قتلى و مصابين ، بالاشتباك بالأسلحة الرشاشة و قذائف الهاون و الصواريخ قصيرة و بعيدة المدى و قذائف ال “RBG”، و مروحيات الاحتلال الإسعافية اعتادت طريق “المشفى العسكري_غزة و بالعكس”
صدق أبو عبيدة عندما قال” المقاومة الفلسطينية في غزة راسخةٌ رسوخ الجبال حيث لا جبالَ في غزة إلا رجالها الأبطال و شعبها العظيم “ ، و ما زالت المقاومة الفلسطينية تستهدف مستوطنات غلاف غزة و عسقلان المحتلة و ما هو أبعد من عسقلان وصولاً إلى يافا المحتلة بالصواريخ، و مستوطنو الغلاف لم يعودوا و الأسرى لم يعودوا
فماذا حقق “جيش” الاحتلال الإرهابي المدعوم أمريكياً من أهدافه التي أعلنها في غزة ؟ الإجابة:لا شيء
و عندما نلتفت نحو جبهة الجنوب نجد مقاومة شجاعة صادقة أطلق أمينها العام منذ تأسيسها مبدأ المقاومة حتى تحرير فلسطين و كل شبر من أراضينا العربية المحتلة ، و عاش عليه و استشهد عليه ، مسجلاً موقفاً تاريخياً في غزة و ما قبل غزة في سوريا و في حرب التحرير عام 2000 و في انتصار 2006 ، و كان رجلا عزيزاً في زمن عزت فيه الرجال ، في زمن التطبيع و العار ، تاركاً خلفه في الجنوب و غير الجنوب رجالاً أشداء و فلاسفة في علم المقاومة و السلاح مكملين على نفس طريق المقاومة و طريق القدس.
كابوس المقاومة اللبنانية_التي أدرك و اقتنع الاحتلال أنها لم و لن تتخلى عن غزة و فلسطين_ يؤرق هذا العدو منذ الثامن من أكتوبر و شدة الأرق دفعته نحو الانتحار ، و نقول هنا انتحارًا؛ لهربه إلى الأمام من وحل غزة وذهابه لتوسعة الحرب مع لبنان ، و أعلن عن عملية عسكرية برية على جنوب لبنان الذي ينتظره به عمالقةُ تلالِهِ رجالُ حزب الله الذين يشهد العالم على شجاعتهم و قوة بأسهم ، و أعلن عن هذه العملية تحت شعار “إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم في الأراضي المحتلة ” كيف سيتم ذلك و صواريخ المقاومة اللبنانية يومياً تغطي الشمال و ما هو أبعد من الشمال؟، كيف سيتم ذلك و “الجيش” الصهيوني لا يستطيع التقدم متراً واحداً إلى الأمام نحو الجنوب اللبناني بسبب بأس المقاومة؟ التي حسب آخر تصريحاتها لم تشرك قوة الرضوان بالمعركة بعد ، ثم هل بقي منازل في شمال فلسطين المحتلة لكي يعود لها المستوطنون ؟ و نحن نشاهد بالصور و الفيديو هذا الدمار الذي سببته صواريخ المقاومة التي تبطش بالعدو.
في الجغرافيا العسكرية الاحتلال الصهيوني محاصر ، فهذا الكيان لا يملك عمقاً جغرافياً فهو يكمن كل ثقله العسكري و مرافقه الأمنية و العسكرية و كافة مؤسساته و بنيته التحتية و محطات توليد الكهرباء و الماء و كل منشآته و مواقعه الحيوية في منطقة محدودة ، يطعن سيف العز في غزة خاصرتها الجنوب غربية و تبطش بها شمالاً المقاومة اللبنانية و التي تمتلك القدرة العسكرية للعبور كتوءمها المقاومة الفلسطينية في غزة ، و ما زاد الطين بلة تداخل الضفة الغربية الجغرافي و تماسها المباشر مع الاحتلال ، و لا ننسى جبهات الإسناد الأخرى التي تدك العدو و داعميه يومياً .
أما المقاومة اللبنانية من ناحية الجغرافيا العسكرية لها عمق استراتيجي يبدأ من سورية مروراً قي العراق و ينتهي في إيران ، و يدخل لها أسلحة إيرانية و سورية الصنع و ما يلزمها غير الأسلحة عبر الجمهورية العربية السورية دون توقف .
نتيجة لما تقدم يبدو أن هذا العدو ليس أمامه غير خطة واحدة التي هي استهداف المدنيين العزل ، من الشعبين الفلسطيني و اللبناني خاصة و باقي شعوب محور المقاومة عامة حيث ارتكب أيضا هذا الاحتلال في هذه المعركة جرائم بحق المدنيين في العراق و سوريا و اليمن أيضا، بسلاح و دعم أمريكي مشارك بشكل فعلي في جريمة الإبادة ،ظاناً بذلك هذا العدو و أعوانه و أذنابه أنه يجبر المقاومة على الاستسلام ، متناسياً أن هذه المقاومة ولدت من رحم هذه الشعوب التي جبلت بالحرية و الشجاعة و الشرف و الصمود و التضحية.
ما حققته المقاومة و خاصة في لبنان و فلسطين من إنجازات على كافة الأصعدة كبير جداً ، و كيف لا و هذا تم خلال عام فقط أي منذ بداية الطوفان ضد مشروع صهيوأمريكي متغلغل كالسرطان في المنطقة منذ مائة عام ، و القادم أعظم ، و سيأتي يوم التحرير الذي ستعانق غزة فيه الجنوب اللبناني على أرض القدس العربية مع باقي المقاومين و الأحرار .
فأين ستذهبون يا أيها المارون بين الكلمات العابرة؟ ، اجمعوا أسماءكم و انصرفوا ، آن أن تنصرفوا ، آن أن تنصرفوا.
محمد دجاني_القدس.