تفاقم الوضع وتسارعت الأحداث على جبهة لبنان وسقطت آخر فرص البقاء، غابت الحكمة كعادة الأمر عن الكيان الأهوج الذي مازال يراهق في أواخر السبعين من عمره ظناً منه أنه مازال يافعاً شديد البنية طلق اليدين.
فأبى إلا أن يقترب من لغم معقد ظاناً بأن انفجاره ينهي الخطر عنه، دون أن يلتفت لحقيقته، إنه صاروخ آخره في لبنان وأوله في “تل أبيب”، وأن العبث بالصاعق ليس إلا عبث بعمر الكيان، طائش كأمه أميركا التي نسيت أن تمنعه عن الدخول لمناطق تستوجب عدم إحضار الجهال إليها.
خطط فقرر فقام ونفذ على حساب أميركا، فطغى واستكبر، وعاث فساداً وتجبر، فحق عليه العقاب، والمقاومة ترصد وتتدبر، ولهدف قاتل تتبصر، فلا تهن ولا تتذمر، ولا تخف وتأزَّر، فإن الآتي أدهى وأعسر.
المقاومة بخير كما مقاومة غزة التي تلقت أكثر مما وقع بالضاحية من ضربات وغارات على مدى عام ولم تتأثر، قال تعالى في محكم تنزيله ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140 ) ) آل عمران، صدق الله العظيم
صلاح الدين حلس – الكويت