تعرضت المقاومة في لبنان لاختراق أمني، داعمو المقاومة ومحبوها وانطلاقاً من وعيهم ومحبتهم تترتب عليهم مسؤوليات أهمها الوقوف إلى جانب المقاومة وحماية ظهرها بكل ما يمكن عمله – ومنها ما يشمل حتى البعيدين منهم عن الساحة اللبنانية – :

عدم نشر صور المقاومين هو الحد الأدنى المطلوب.

عدم تداول الأخبار التي يراد منها النيل من معنويات جمهور المقاومة، وتضخيم ما حصل ، بل يجب وضع ما حصل في إطاره الصحيح، من أنه عمل إجرامي دنيء ، فقد تم استهداف مدنيين من عاملين في الصحة والحماية والنقل وغيرها أضعاف أضعاف من تم استهدافهم من المقاومين .

في هذه المواقف يظهر مدى وعي كل فرد، فالتساؤلات في غير وقتها ، أو التي لا تتعلق بالمشهد العام، بل تتعلق بالتفاصيل، وتأتي تحت باب الفضول في أحسن الأحوال، والتي لا يمكن الإجابة عليها دون السير في التحقيقات والوصول للحقيقة، هذه التساؤلات تصبح بلا فائدة غير إثارة البلبلة في حدها الأدنى، وفي حدها الأعلى محاولة النيل من المقاومة وإضعاف معنويات جمهورها .

قليل من التأني والصبر، بعده ستظهر الإجابات على كل ما يجول في خاطر المحبين، فهذه المقاومة عودتنا على الشفافية وهي شديدة الحرص على مصداقيتها، التي تشكل قيمة مضافة في مسيرتها الممتدة لأكثر من أربعين عاماً .

بعد أعمال كهذه، يحاول العدو جمع معلومات كثيرة مستفيداً من الفوضى أثناء الحدث، وأيضاً لقياس ردات الفعل، وقياس مدى تماسك المجتمع اللبناني ليبني عليه خطوته التالية، وقد أظهر المجتمع اللبناني تكاتفاً مميزاً من كل القوى من شمال لبنان حتى جنوبه .

 تحية لهذه المقاومة الشجاعة والحكيمة، والتي أكدت في بياناتها أنها مستمرة في إسناد غزة، وأنها غير مردوعة، وأنها سترد على العدو من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب .

مدحت أبو الرب