أعلن اليمنيون منذ بداية هذه الحرب موقفهم الباسل بمساندة إخوانهم في المقاومة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني المظلوم و بنوا مراحل إسنادهم للشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني ببراعة و إدراك جيوسياسي لطبيعة هذه الحرب و أهدافها على شعوب المنطقة مهما كلفت من أثمان، بدءًا بأول عملية في البحر الاحمر ضد السفن التي تدعم الاحتلال وصولاً للإعلان عن مرحلتهم الخامسة في حال لم يتوقف العدوان على غزة باستهداف ما تُسمى زورًا بعاصمتهم تل ابيب، فأغلقوا البحر الاحمر مع المحيط الهندي وصولاً للمرحلة الرابعة المتمثلة بالأهداف الحيوية للكيان الصهيوني في البحر المتوسط والآن المرحلة الخامسة بالإعلان عن مستوطنة تل أبيب غير آمنة ..
و بعد تسعة أشهر على تأديب اليمن للكيان الصهيوني و رغم ما قدمته بريطانيا و أمريكا من دعم عسكري للكيان لم يتوقف اليمن من عملية إسناده لطوفان الاقصى، بل ذهب و هو مستعد أن يذهب لآخر ما يمكن أن يكون في هذه الحرب، و شارك المقاومة العراقية أيضا في عملياتها و هو ما اعتبرته أوساط العدو بأنه تطور خطير أن تعلن اليمن و العراق عملية مشتركة ضد أهداف حيوية سواء في إيلات التي أقرّ رئيسها التنفيذي بإفلاس مينائها، حتى حيفا التي ستلحق بشريكتها إيلات في المراحل المقبلة.
ولأن اليمن جاهز أن يذهب لآخر ما يمكن أن تذهب به الحرب ومهما دفعوا من أثمان فإنهم لم يترددوا بإرسال مسيرتهم “يافا” إلى عمق الكيان الصهيوني وهم على دراية ما يمكن أن يدفعوه لقاء مساندتهم لغزه وللشعب الفلسطيني بهذه الحالة، وعليه يمكن القول إن اليمنيين أوقعوا الإسرائيلي بفخ الانجرار نحو الحرب المفتوحة بمعنى أن اليمنيين يدركون بأن حماقة نتنياهو وحكومته قد بلغت مستويات عاليه فهو أي نتنياهو بعدوانه على اليمن يطرق باب جهنم على جبهه الإسناد التي أصبحت تمتلك كامل الصلاحية بأن تقوم بنقل عملياتها كافه إلى عمق الكيان الصهيوني وبالتنسيق مع محور المقاومه وجبهات الإسناد الأخرى..
بالمحصله فإن محور المقاومة هو في مواجهه مع الكيان الصهيوني وحلفائه في العالم الغربي وحتى العربي . وهذا العدوان الصهيوني على اليمن في بواطنه لا يمكن أن يكون إلا بالتنسيق مع واشنطن وحلفائها أيضا في منطقتنا من الدول التي عبرت الطائرات التي قصفت اليمن أجواءها، لذلك وجب التذكير بأن بنوك الأهداف اليمنية متعددة ومتشعبة لكن تحديدا هذا العدوان ستدرس صنعاء خياراتها جيدا وسيكون قويا وبالغا بمستوى الاعتداء الإسرائيلي على ميناء الحديدة ومن غير المستبعد أن يكون الرد بسلاح جديد أو مرفقاً بتهديد واضح وصريح للدول التي مسموح لأجوائها أن تكون ممرا للطائرات الصهيونية، ومهما حاول العدو أن يبحث عن صوره نصر أو الاستعراض أمام الداخل الإسرائيلي فهو لن يسمح له أن تكون هذه الصورة مع دولة كاليمن ..
نحن وننتظر الآن الرد اليمني على العدوان الصهيوني يجب أن ندرك تماما بأن سرعة الرد الإسرائيلي على مسيرة يافا وما أحدثته مسيرتها من زعزعة للاستقرار في الداخل الصهيوني وأيضا ثقة الدول والداخل الإسرائيلي من المستوطنين بقوة إسرائيل تؤكد أنه لم يحسب حسابا لخط الرجعة فمن غير المستبعد أن تكون هناك مشاركة لأحد جبهات الإسناد حين تنطلق عمليات الرد اليمني على العدوان الصهيوني عليها فماذا اذا كانت هذه الجبهه هي لبنان التي تمتلك مقاومتها الإحداثيات برمتها لحيفا إذا كانت المعادلة العين بالعين والسن بالسن والميناء بالميناء.
وأي ردع سيستطيع نتنياهو أن يوهم مجتمعه به إذا كان هذا الرد اليمني بمشاركة مباشرة أو غير مباشرة لجبهة الاسناد اللبنانية؟!
محمود وسوف-لبنان