“أنا لست عاديًا ولا احتياطيًا ولا شيئًا زائدًا .. لست حلًّا أخيرًا أو خيارًا في أسفل القائمة.. أنا الأولوية أو العدم..”. هكذا تحدث درويش شعراء  الثورة وصديق المنارة إدوارد سعيد عن الفلسطيني..
مشاعل كولومبيا ومنارة إدوارد سعيد،
واحد.. اثنان.. ثلاثة.. أربعة.. خمسة أو ربما عشرة أو حتى مائة.. لا أذكر كم قرأت من تعليقات عن انتفاضة جامعة كولمبيا الفلسطينية لشخصيات معتبرة تعلن بانبهار ودهشة: “هذا الحراك الهائل من عمل إدوارد سعيد وهو إرثه، و إن روحه تحلق في سماء كولمبيا وقد تسللت برفق و تُؤَدَة إلى وجدان النشطاء والمتظاهرين”. هؤلاء الذين انتفضوا ذات ربيعٍ دامٍ في غزة، مدافعين عن أقدس قضية على وجه البسيطة، فلسطين الدم النازف والحق الذي لن يسقط بالتقادم ولا بالتفاوض ولا بالنسيان..
إدوارد سعيد، الفلسطيني المقدسي، الكاتب والناقد والمفكر والمنظر والموسيقي وعازف البيانو وأحد أهم مفكري القرن العشرين، بل هناك من يعتبره أحد أهم عشرة مفكرين تأثيرًا في القرن العشرين.
كان أستاذًا جامعيًا للنقد الأدبي والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك ومن الشخصيات المؤسسة لدراسات ما بعد الاستعمارية (ما بعد الكولونيالية) ، وكان مدافعاً عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وقد وصفه روبرت فيسك بأنه أكثر صوتٍ فعالٍ في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
إدوارد سعيد كان عضو الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، ومجمَّع اللغة العربية بدمشق، دَرَّس في جامعة كولمبيا لأكثر من عشرين سنة، وترك أثرًا مهمًا ومؤثّرًا في الجيل الذي عايشه ومن تلاه من شبابٍ ولدوا بعد رحيل سعيد.
ومن أهم ما كتب إدوارد سعيد:
الاستشراق، الثقافة والإمبريالية، المسألة الفلسطينية، عن المثقفين والسلطة، ويعتبر كتاب الاستشراق أهم أثر في حياة سعيد ومن أهم كتب الرفوف.
حاز إدوارد سعيد على جائزة أميرة أشتوريس للكنونكورد ، وجائزة أنسفيلد–وولف وجائزة نونينو الدولية والجائزة الأميركية للكتاب وزمالة غوغنهايم،
كان إدوارد سعيد عضوًا مستقلًّا في المجلس الوطني الفلسطيني في الفترة (1977-1991) واستقال منه احتجاجًا على اتفاقية أوسلو.
تابعوا هذا الفيديو معنا وهو يعرض إدوارد سعيد في أحد الحوارات المهمة، التي لن نملَّ من سماعها كما لن نملَّ من قراءة أثره وتقصِّي سيرته الاستثنائية، مصدر فخرنا وعزتنا باسمه وانتمائه الخالص، عَلَمٌ مرجعيٌّ فلسطينيٌّ ثائرٌ حتى آخر نبض في مهجته.
لروحه السلام ولشهدائنا المجد والخلود.


هند يحي – تونس