خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك شرق روسيا يقول بوتين:
• المرشح المفضّل لدينا هو القائم بأعمال الرئيس بايدن، لقد خرج من السباق لكنه نصح جميع أنصاره بدعم السيدة هاريس، هذا ما سنفعله سندعمها ايضًا.
• ثانيًا ضحكتها معبرة جدًّا و هذا يعني أنها بخير.
• ترامب فرض عديدًا من القيود و العقوبات على روسيا.
• الخيار الاخير للشعب الامريكي.
تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سؤاله من يدعم في الانتخابات الاميركية الرئاسية، و اعلان دعمه للمرشحة الاميركية هاريس، تحمل في بواطنها عدة رسائل أراد من خلالها:
الأولى أسقَط بوتين نظرية طالما سوقّت لها وسائل الاعلام و استخدمها سياسيين و محللين بطريقة خاطئة و خبيثة في بعض الاحيان و هي أنّ ترامب مفضّل لديه، و هذه النظرية تهدف لجر بوتين و روسيا نحو المفاهيم الاميركية القائمة على الرأسمالية و سياسة الهيمنة و القول أن بوتين او سياسة روسيا ليست مختلفة عن سياسات واشنطن بشكل عام سواء كان الحكم جمهوري او ديمقراطي.
اعلان بوتين دعمه لـ هاريس لا يمكن قرائته الا من زاوية التهكم و السخرية من الحالة الانقسامية التي وصلت اليها الجبهة الداخلية للولايات المتحدة الاميركية خاصة مع بدء العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا وانقسام الجانبين الجمهوري / الديمقراطي.
هذا الانقسام للجبهة الداخلية كانت لروسيا اليد الطولى به من خلال تقدمها في الميدان اولاً و في استراتيجيتها بشكل عام، و بات هذا الانقسام محتدمًا على وسائل الاعلام الاميركية الرئيسية خاصة بعد مقابلة الرئيس الروسي مع الصحفي الامريكي الشهير، و التي انعكسَت سلبًا على الليبراليين (الديمقراطيين) لصالح الحزب الجمهوري الذي يُعرَف بالمحافظين او التقليديين و يرفضون قيم الليبرالية الحديثة من المثلية و الجندر و تشريع الاجهاض.
بوتين و مع اعلان دعمه لـ هاريس قال انه مستعد للعودة الى المفاوضات مع اوكرانيا على اساس الوثيقة التي وقّع عليها الاوكرانيين انفسهم خلال مفاوضات السنوات الماضية، و كأنه يطلق رصاصة الرحمة على ادارة بايدن التي ليس امامها الا التراجع عن اهدافها من الحرب على روسيا.
بالمحصلة، روسيا الدولة العظمى مؤثرة بالجبهة الداخلية الاميركية و هي تكيل الكيل بمكيالَين، و تصريحات بوتين رسائلها واضحة و اختصارها أنها قادرة على التكيف مع أي ادارة اميركية قادمة، اضافة الى إفشال خطة الدولة العميقة و رهانها على إبقاء دولتها منظمة، و تصريحات بوتين امتعض منها البيت الابيض مطالبًا بعدم تدخّل بوتين بالانتخابات و هذا اكبر دليل على أن الرسالة من دعم هاريس وصلت، اضافة الى السخرية و الاستهزاء على تراجع قوة الولايات المتحدة في العالم.
محمود وسوف – لبنان