يبدو أننا أمة أصبحت غير قابلة للإستفزاز ، ولا يوقظ نخوتها كل زلازل وأعاصير وبراكين الكون … هذا إن أفترضنا ان هنالك بقايا من نخوة مازالت بين جنبات هذه الأمة المترامية الاطراف… فماذا أكثر من بعثرة أشلاء 50 ألف من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ممن هم مسلمين مثل بقية الأمة التي جاوزت البليوني إنسان … ؟ وماذا أكثر مهانةً من الاقتحامات والتدنيس اليومي المتواصل لأولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين …؟ ثم ماذا أكثر من إحراق المصاحف في مساجدنا والامتهان المتعمّد لديننا وعقائدنا …؟ الأمّة تمسحت… ولم تعد تحسّ بأيّ شيء … ولا تمتلك المقدرة على الفعل ، ولا على ردّ الفعل … أجداث تدبّ على الأرض تحسبها مفعمةً بالحياة ، ولكنها في واقع الامر ينخر بدنها فيما وراء الجلد موات وتبلّد في المقدرة على استشعار أيّ شيء … هل الإسلام هو ممارسة شعائر وطقوس فقط …؟ ثم حينما تتفاقم المظالم ، ويتجلّى العدوان ، وتنتهك كل الحرمات والمقدّسات ويأخذ أعداء الانسان والدين وكل الفضائل الأمور بأيديهم ، وتدول الدول تحت وطأتهم ، وتمتلئ الدنيا ظلمًا وجورًا واستبدادًا وفسادًا ، ويؤمر بالباطل ، وينهى عن المعروف ندير ظهورنا ، ونعطي أذنًا صمّاء ، وعينًا عمياء … ونحوقل ونحتسب ، وندعو الله ان يخسف الأرض بالظالمين ، وان تتنزل عليهم الطير الابابيل ، لتجعلهم كعصف مأكول … ماذا عن دورنا كمسلمين …؟ وأين هي الهبة الحسينية والتصدي لأعداء الله والمقارعة الإيجابية للظالمين والمفسدين…؟ الله قال لنا أنه يعذبهم بأيديكم … أي ان التدخّل الفوري والإيجابي لإحقاق كلمته في الأرض ، وإقامة العدل والقسط هي مهمة كل أولئك الذين يدّعون بأنهم محمّديون مسلمون … أما التقاعس عن ذلك والاكتفاء بالطقوس والشعائر بينما نغض الطرف عن كل المظالم والجور والعدوان … فما هو من الاسلام في شيء .
سميح التايه