فاطمة السراجي-اليمن
في مشهد سياسي يكشف حجم الانحطاط الأخلاقي والحقد المتأصّل والعداء الممنهج للإسلام، خرج أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية مؤخرًا بتصريحات أقل ما يُقال عنها إنها إعلان كراهية صريح ضد أمة بأكملها، واستهزاء بديانات الشعوب، وتطاول على الإسلام ورسوله ومقدساته.
ما قاله هذا المرشح ليس زلّة لسان، ولا سقطة في حمى الحملة الانتخابية، بل هو امتداد طبيعي لمنهج أمريكي – صهيوني معادٍ للإسلام منذ عقود، فالمرشح يتغذّى على مشاعر الكراهية، ويؤسس شعبيته على شحن الرأي العام ضد المسلمين، تمامًا كما فعل أسلافه ممن نشروا الحروب، ودعموا الاحتلال، وأشعلوا نيران الفتن في أوطاننا.
لكننا نسأل: هل بلغ الاستخفاف بالأمة إلى هذا الحد؟ هل بات كل ناعقٍ في الغرب يرى في الإسلام سلّمًا للسلطة، ويظن أن مهاجمة المسلمين بطاقة عبور إلى البيت الأبيض؟
ما قاله هذا المرشح لا يمكن أن يُواجه بالبيانات الباهتة، ولا بتصريحات “الأسف” الدبلوماسية. هو اعتداء على مليار ونصف مسلم، ودليل على أن كراهية الإسلام لم تعد تهمس في الغرف المغلقة، بل تُصرخ في ميادين الانتخابات.
أين المواقف الرسمية؟ أين الغضب الشعبي؟ إن السكوت على هذا التطاول هو تطبيع مع الإهانة، ومشاركة غير مباشرة في شرعنة الإسلاموفوبيا التي يروّجها الإعلام الغربي والساسة العنصريون.
أيها المسلمون،المرشح الأمريكي لم يهِن فردًا، بل أهان دينًا، وسخر من قيمنا، ووجّه إهانة مباشرة لكرامتنا.
فهل نردّ عليه بالصمت؟
أم نقف صفًا واحدًا لنقول: كفى عبثًا بمقدساتنا.
إن زمن الصمت قد ولّى، واليوم نحن أمام لحظة وعي، فإما أن نثبت أن لنا كرامة لا تُمس، أو نترك الساحة لمرضى النفوس يتطاولون على ما هو أعظم منا.
