نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،ظهر يوم الاثنين، وقفة وطنية جماهيرية حاشدة وغاضبة أمام مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، تحت شعار: “لتتوقف جرائم الحرب بحقّ الحركة الأسيرة… قانون الإعدام لن يمر… يا صليب، أنقذوا الأسرى”.

وشارك في الوقفة قيادات وكوادر من الجبهة، وممثلون عن مختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي، إلى جانب أسرى محرّرين وحشد جماهيري ونسوي واسع.

وهدفت الفعالية إلى دعم وإسناد الحركة الأسيرة في ظل ما وصفته الجبهة بـ”الوضع البالغ الخطورة” الذي يتعرّض له الأسرى، في ظل ما اعتبرته “عمليات إعدام بطيء ممنهجة” داخل سجون الاحتلال، بالتوازي مع محاولات تشريع قانون الإعدام.

وأكدت الجبهة ضرورة الضغط على اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية الأسرى وإنقاذ حياتهم، معتبرةً المشاركة الشعبية الواسعة “واجباً وطنياً” لإنقاذ الأسرى والمرضى والقيادات.

ورُفعت خلال الوقفة شعارات تُدين سياسات الاحتلال وتصفها بـ”جرائم حرب ممنهجة”، لا سيّما سياسة الإعدام البطيء الناتجة عن التعذيب المنهجي، والإهمال الطبي المتعمّد، والظروف غير الإنسانية داخل السجون، والتي أدّت إلى استشهاد العشرات من الأسرى.

كما شدّدت الشعارات على الرفض القاطع للتشريع الصهيوني لعقوبة الإعدام، واعتبرته جريمة عنصرية ومحاولة لتشريع الإبادة، مطالبةً بتحرّك عملي لإرسال لجنة تقصّي حقائق دولية فورية لمحاسبة المسؤولين. وسلّطت الفعالية الضوء على معاناة الأسرى الرموز، وفي مقدّمتهم القادة الرفيق الأمين العام أحمد سعدات ومروان البرغوثي، مع المطالبة بالإفراج عنهم.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مسؤول فرعها في قطاع غزة محمود الراس، كلمة مركزية وجّه فيها تحية إلى شهداء فلسطين، وتحدّث “من قلب غزة” واصفاً المدينة بأنها “شاهد اتهام دائم” في ظل الدمار والمقابر الجماعية. وأكّد أن الصمت الدولي والتواطؤ الغربي يشكّلان “شراكة وجريمة أخلاقية” مع استمرار القتل والتجويع.

ووجّه الراس تحية خاصة للأسرى والأسيرات، وفي مقدّمتهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات ورفاقه، ومروان البرغوثي، وحسن سلامة، وعبد الله البرغوثي، وعاهد أبو غلمى، مؤكداً أن الأسرى “ليسوا أرقاماً، بل عنوان معركة مفتوحة ووصية كرامة لا تسقط بالتقادم”.

وخلال كلمته، وجّه الراس خمس رسائل، أبرزها تحذير للاحتلال من أن “قيد الأسر قنبلة موقوتة”، ورسالة إلى ما يُسمى وزير الأمن القومي الصهيوني الفاشي والعنصري إيتمار بن غفير أكد فيها أن “قرار إعدام الأسرى لن يمر”، مطالباً المجتمع الدولي بإنهاء ازدواجية المعايير، داعياً اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تحمّل مسؤولياتها وحماية الأسرى والكشف عن مصير المفقودين وفضح السجون السرّية.

ودعا الراس المتضامنين حول العالم إلى تكثيف حراكهم وملاحقة الاحتلال ومقاطعة داعميه، مؤكداً أن هذا الحراك يفضح “زيف المؤسسات الدولية” ويسهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني.

وفي ختام الوقفة، وجّهت الجبهة مذكرة عاجلة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبوا فيها بتدخّل فوري وحاسم لحماية الأسرى الفلسطينيين. وأكدت المذكرة أن الأسرى يتعرّضون منذ 7 أكتوبر 2023 لسياسات إعدام بطئ وتعذيب وإهمال طبي وظروف احتجاز مهينة وغير إنسانية خاصة أسرى غزة، ما أدّى إلى استشهاد العشرات.

وطالبت المذكرة بالضغط العاجل لوقف التعذيب والإهمال الطبي، ووقف إقرار قانون الإعدام، وإرسال لجنة تقصّي حقائق دولية إلى السجون، ودعم مسارات المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق، والعمل على الإفراج عن القيادات والمرضى وكبار السن والأطفال والنساء.

6.jpg
4.jpg
2.jpg
1.jpg