“يُروى أنّ الكذبة تُعرَف من ضخامتها. ومن هذا المنطلق، دعوني أفنّد كذبة فيديو بثّته إحدى القنوات العبرية الناطقة بالعربية:
أولاً: هل يُعقَل أن تقوم جهة ما بتوثيق مادة تُدين نفسها؟ نحن نتحدّث عن مؤسسة رئاسية، لا عن جماعة متخبّطة تجهل عواقب ما تفعل.
ثانياً: أيُتصوَّر أن يستخف رئيسٌ بمن وقفوا إلى جانبه وحموه وقاتلوا دفاعاً عنه؟ وكيف يُنسَب إليه احتقارهم، فيما يعلم الجميع أنّ سقوط كل شيء كان مجرّد نتيجة لغياب قائد تلك المجموعة، لا لانتقاص قيمتها؟
ثالثاً: هل من المنطق أو العقل أن يلجأ أحدهم إلى نشر مادة مزعومة وهي في الأصل نسخة مفبركة لفيديو منشور منذ عام 2018؟ أليس هذا وحده كافياً لكشف هشاشة الرواية من أساسها؟
رابعاً: ألا يثير التوقيت المبتور لهذا (التسريب) أسئلة لا يمكن تجاهلها؟ وهل توقّف أحد للحظة عن التلقّي السريع ليربط خيوط المشهد ويفهم دوافعه؟
هذه الأسئلة مجتمعة لا يقدر على تفكيكها إلا قارئ فطن وباحث عن الحقيقة، لا مَن يُساق بردود المحب الأعمى، ولا مَن تحكمه الأحقاد، ولا مَن يكتفي بدور المتلقي الساذج.
وأعدكم بأنني سأمضي في كشف التفاصيل مستندة إلى المنطق وحده. فالإيمان الحقيقي يبدأ بالسؤال؛ إذ إنّ الأسئلة هي التي تفتح أبواب العقل وتدفعه إلى الغوص في العمق. وأكثر ما يجعل الإنسان ساذجاً هو ظنّه أنه يحوز المعرفة كلّها، ناسياً أننا ما أوتينا من العلم إلا قليلاً، وأن الإنسان خُلق عجولاً، وأن كثرة الكلام ليست سوى ثرثرة مؤذية. ولو سألنا أنفسنا: من الذي وسوس لإبليس أولاً؟ لأدركنا أنّ العدو الأول كان النفس قبل الشيطان ذاته.”
فاتنة علي_لبنان/سورية الكبرى
