بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
أيها الشعب السوري الأبيّ
أيها الأحرار في كل ساحات الوطن
السلام عليكم ورحمة من الله ونصر بإذنه
باسم الله والوطن أتحدث إليكم اليوم وقد اصبح الحق جلياً حتى لايمكن أن ينكره الأعمى سوى كفرا
وآن لسورية أن تقول
هذه هي الحقيقة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
لقد شارف عام أسود على الانقضاء، وسورية تتعرض لمؤامراتٍ واعتداءاتٍ تمسّ كرامة شعبها واستقلال أرضها.
فمن زعموا أنهم جاءوا ليحرّروا قدّموا أرضنا جسراً للغير وبنوا علاقاتٍ أدّت إلى مزيدٍ من الانتهاكات والتقسيمات، وتحوّلت مطالبات البعض إلى أدواتٍ تُستخدم لتطويع مكوّنات الوطن بدلاً من حمايتها.
ونشهد اليوم تكثيفًا لعدوانٍ يستهدف مناطق في الجنوب واخرى قد نسيت في الشرق والشمال اصبح متاع للغير والغرب اصبح مدينة اشباح بيض ترسم مستقبلهم بالإعلان وتقتلهم بالتقسيم بالخفاء ، بطرق تُخرق القوانين والمواثيق الدولية، مستهدفين المدنيين والبنى التحتية. إنّ السكوت أو التطبيع مع هذا الواقع لا يعيد الحق ولا يحفظ كرامة السوريين.
العدوّ الصهيوني يُكثّف عدوانه على أرض الجنوب السوري، مستهدفًا القرى والمواقع المدنية والعسكرية، في خرقٍ واضح لكرامة كل سوري وكل عربي وكل من يناصر المستتضعفين في الارض وفي محاولةٍ جبانة لاختبار صبر المقاومة وصمود أهلنا .
وسلطة المحررين الفاتحين تحتفل وراء أضواء اللقاءات وتبيع السوريين محافل مهينة لتاريخ سورية العظيم ولسيادتها وعزتها وكرامتها.. وفي حين لم يلق السوريون من هؤلاء المهللين للحرية سوى سكاكين الذبح على الهوية ورصاص الموت على الانتماء وسلب الأعراض وانتهاك كل حرمات القيم الإنسانية
ولم يلق الصهاينة المحتلون منهم سوى أحضان الترحيب واستجداءات القبول بالتطبيع حتى صار العدو ذاته يتعفف عن ذلك لأن غنيمته صارت أكبر ومطمعه تعاظم أمام سلطة لايعنيها سوى مايعنيها وقد رواه الواقع بالمشاهد ولايحتاج ذلك إلى تفنيد بالكلام
ونقول ايضا ان من يزعم انه يمثل مكونات الشعب السوري ودخل مدينة الموت في تل ابيب لينسق مع هذا الاحتلال لا يختلف عن هذه السلطة الموجودة فجميعكم عملاء وللعميل نهاية محتومة فمن يراهن على زائل سيزول قبله .
لكننا هاهنا… نخرج من تحت الركام باسم الله والوطن والشعب السوري العظيم باسم تاريخ بلدنا الذي أشرقت منه الكرامات والسيادات والتضحيات لنعلن نحن في جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا أولي البأس
أنّ هذه الاعتداءات لن تمرّ دون ردٍّ محسوبٍ في الزمان والمكان المناسبين وأنّ الجنوب السوري لن يكون ساحة مستباحة للعدوّ بل سيكون بوابة النار التي تُشعل شمال فلسطين المحتلّة وشرقها كلّما حاول العدوّ أن يمدّ يده القذرة نحو أرضنا.
إنّ العدوّ الصهيوني، في ظلّ الصمت الدوليّ وتواطؤ أدواته في الداخل السوري، يظنّ أنّه قادرٌ على فرض معادلات جديدة، وإننا نؤكّد ونحن أبناء الأرض أنّ المعادلة تُكتب اليوم بدماء الرجال، لا ببيانات العار ولا باتفاقات التطبيع.
فمن اراد ان يعرف من نكون يذهب الى تلك المقبرة التي كتب عليها المجهوّل واستشهد في انتصار الحق في تشرين ٧٣ فهذا التاريخ أراده الكيان ان يمحى من تاريخ سوريا ولكن هيهات ان يمحى من تاريخ الاحرار فمن لا يعلم ان للاحتلال صدمتين بتاريخه مرتبطين بقوة واحدة حرب تشرين وطوفان الاقصى وكلاهما انتصار الحق كله على الباطل كله .
إنّ المقاومة الإسلامية في سوريا، بكلّ تشكيلاتها، في جاهزيةٍ أصبحت على أهبة الإستعداد ، وتتابع بدقة مسار الاعتداءات الأخيرة، وتعتبر أنّ كلّ استهدافٍ لأرضنا أو لشعبنا هو إعلان حربٍ مفتوحة لن تنتهي إلا بزوال هذا الكيان الغاصب عن كلّ الأرض العربية والإسلامية.
ونُحذّر كلّ من يبرّر أو يصمت عن هذه الانتهاكات من أن يصبح شريكًا في الجريمة فالسكوت في زمن العدوان خيانةٌ بحدّ ذاتها.
وإننا يا أهلنا الشرفاء على امتداد سورية السليبة نعاهدكم أن نصون الأرض ونحمي العرض وأن أرواحنا هي افتداء لكم وللوطن…
وأننا لم نكن صامتين بل كنا نعد العدة لتروننا وليشهد علينا الزمان كما عرفنا أبناء سورية العظيمة المجيدة
فالمقاومة مستمرة.. وواهم من ظن أن سورية تموت فسورية هي خِضر البلاد يا أيها العرب..
هي خِضر البلاد يا أيها الشعب السوري العظيم فإياكم ألا تستطيعوا معها صبرا
وإن الصبر مساحة للإعداد.. ولم يكن هوانا ولا مذلة.. وسيرى العالم كله فعل سورية وأبنائها الكرام
فالبأس السوري سيخرج من حيث لا تحتسبون ترونها بعيدة ونراها قريبة فتقولون متى اقول لكم ربما ايام معدودات .
وباسم سورية
من أرض سورية التي أطلقت أول إشعاع للمقاومة وكانت الراعي الاول لكل الثورات العربية والإسلامية ضد الاحتلالات المتعددة .. نقول :
يا ابناء خنازير السبت إقترب زوالكم وانتهى علوكم جهزوا لفافات القصدير لتضعوا فيها اجسادكم النتنة فليس لها مكان في ارضنا
وكلماتي الان ليس بداية لحرب مفتوحة بل هي التحذير الاخير قبل ان يأتيكم وعد الآخرة من البأس السوري فبأسنا ليس في سورية بل وصل لعمق داركم ليس بصواريخ او طائرات مسيرة فنحن نعلم كيف ندخل وكيف نضرب عمقكم ونسقط آركان قيادكم تحت اقدام مقاومينا .
سترون بعد الصمت الذي عجزتم عن إدراكه ووقعتم في أفخاخه ما لاتطيقون عليه صبرا .
سنبقى على العهد. سنبقى على المقاومة
وإن غدًا لناظره قريب
