حكومة الأمر الواقع التي تسترشد بالتعاليم الإسلامية في أحكامها، حرّمت الاحتفال بعيد تشرين وعيد المولد النبوي، وحلّلت التطبيع.

العدو الصهيوني التوسّعي لا ينحصر طموحُه باتفاق تطبيع إذعانيّ لصالحه في سورية فحسب، فمن يتعمّق بالمشهد يكتشف أن القادم هو تطبيق نموذج رام الله في دمشق، وهذا الذي يُخطَّط له، فانبثاقات داعش الحاكمة لسورية لا يهمّها الآن سوى الكراسي والسبايا والجواري.

رغم الضربات التي وُجّهت للاحتلال من قبل المقاومة، إلا أن نشوة نتنياهو بعد نجاح مؤامرته في سورية لا تنتهي، ففي كلّ خطابٍ يذكر رعاياه بهذا الإنجاز الذي اعتبره الشيءَ الذي كان يقصده عندما هدّد بتغيير وجه “الشرق الأوسط”. ومن يقرأ التاريخ والحاضر والمستقبل يعي تمامًا أن الاحتلال بعد الثامن من ديسمبر يمتلك فرصةً كبيرةً للمضيّ قُدمًا بمخطّط احتلال سورية، الذي أُعلن عنه في كثيرٍ من تصريحات قادته.

لكن العدو في حيرةٍ من أمره الآن، فلا يوجد أثقل من ضجيج صمت الغياب على صدره، فرغم أن بحوزته فرصةً ذهبيةً للمضيّ قُدمًا بالتوغّل البريّ بشكلٍ أكثر جرأة في ظلّ وجود حكومة الأمر الواقع الوظيفية التابعة للمشروع الإمبريالي، إلا أننا نجد أن خطواته محسوبةٌ وحذرةٌ واستراتيجية، وبالمقابل العدو لا يريد تفويت هذه الفرصة التي لم يحلم بها في حياته لإشباع جشع فكره التوسّعي.

إن تردّد أو تراجع أو مضى قُدمًا هذا العدو، فبكلّ الأحوال إنني متأكّد من شيءٍ واحد: أن هذا البركان الشاميّ مهما خمد يبقى بركانًا ثائرًا، وسيلفظ حممه في وجه العدو وأذنابه في لحظةٍ حاسمةٍ ستغيّر وجه العالم على طريقة سورية المقاومة.

نسبةٌ كبيرةٌ جدًا من المحلّلين السياسيين لا يأخذون بعين الاعتبار ما ذُكر في تحليلاتهم لما هو آتٍ على المنطقة، لأنهم لا يدركون الفرق بين الغياب والفناء. سورية أرضٌ خصبةٌ للعزّة والكرامة والمقاومة، وكما فيها عملاء، فيها قادةٌ شرفاء ستكون كلمة الحسم لهم.

يحزننا هذا الغياب عندما نرى العدو يصول ويجول في أراضينا السورية، لكن بعد غياب الأحرار عودةٌ تسوناميةٌ ستجرف كلّ عميلٍ ومحتلّ، وما أجمل العودة من بعد الغياب، وما أقبح حضوركم الباهت الذي يشبه العدم، أيتها الأنظمة العربية الرجعية العميلة.

وبالختام نقدّم لكم نكتة الأسبوع: الجولاني سيوقّع اتفاقية انضمام حكومته إلى «التحالف الدولي» ضدّ تنظيم «داعش»!

أبو الأمير – القدس