تعقد قمة ثلاثية اليوم الاثنين، في القدس بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، في خطوة وصفتها وسائل اعلام العدو بأنها “تاريخية” وتهدف إلى إعادة تشكيل الهيكلية الأمنية والاستراتيجية في شرق المتوسط.

وتأتي القمة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية عميقة، ويهدف اللقاء إلى تعزيز الارتباط الاستراتيجي بين الدول الثلاث وتقوية محور التعاون الثلاثي الذي يجمعها، مع بحث قضايا الدفاع والأمن والطاقة والاتصالات والدفاع المدني والاقتصاد والأمن السيبراني والأمن البحري، وفق ما أوردت صحيفة معاريف.كما سيناقش القادة تعزيز آلية التعاون “3+1” التي تشمل انضمام الولايات المتحدة، في إطار جهود توسيع الشراكة وجعل شرق البحر المتوسط جسراً استراتيجياً واقتصادياً بين القارات، بالإضافة إلى إعطاء دفعة سياسية لمشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والبنية التحتية المترابطة، مستفيدين من الزخم الناتج عن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين قبرص ولبنان.

وكشفت وسائل اعلام العدو أن القيادة السياسية أبلغت الجيش بنية إنشاء “قوة تدخل عسكرية مشتركة” مع اليونان وقبرص، بهدف مواجهة التحركات التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط.وأوضحت المصادر السياسية والأمنية لصحيفة “يديعوت أحرنوت” أن القيادة السياسية في الكيان الصهيوني اللقيط، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس، أبلغت الجيش “رسميا” بنية إنشاء القوة، بهدف مواجهة تحركات تركيا و”ردع” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن ما يزعم عن “سياساته العدائية تجاه المصالح الإسرائيلية والإقليمية”.

ورغم أنه تم نفي هذا التقرير رسميا في الكيان الصهيوني فقد تحدث اليونان عن خطط ملموسة لإنشاء هذه القوة، وأكدت مصادر في تل أبيب لصحيفة يديعوت أحرنوت أن القيادة السياسية أصدرت تعليمات للجيش ببدء التخطيط العملياتي لهذا السيناريو، بدون التقدم إلى تنفيذ فعلي.ويشير التوجيه الواضح إلى أن الجيش مطالب حاليا بالبقاء في مرحلة التخطيط الأولية فقط، وينتظر تعليمات سياسية إضافية قبل اتخاذ أي خطوة تالية.

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن “إسرائيل” واليونان تمارسان ضغوطا على الولايات المتحدة لمنع تزويد أنقرة بمقاتلات “إف-35” الأمريكية، مؤكدًا أن هذه الطائرات تمثل أولوية لتركيا رغم عدم وجود إشكاليات بشأن توريد “إف-16”.ونقلت صحيفة “ستار” التركية عن غولر قوله إن بلاده تتابع عن كثب محاولات عرقلة الصفقة، مشيرًا إلى أن أنقرة تعمل في الوقت نفسه على معالجة تداعيات العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب قانون “كاتسا” على خلفية شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400”.

وأوضح الوزير أن فرق عمل تركية مختصة تواصل جهودها لرفع العقوبات والتوصل إلى تسوية مع واشنطن، معربًا عن ثقته بقدرة البلدين على إيجاد حلول مشتركة للملفات العالقة.

وفي ما يتعلق بالتقارب بين اليونان و”إسرائيل” وجمهورية قبرص، أكد غولر أن توقيعهم اتفاقيات عسكرية لا يشكل تهديدًا لتركيا، لافتًا إلى أن أنقرة بدورها تعقد اتفاقيات دفاعية مع دول عدة دون استهداف أي طرف. لكنه أشار في المقابل إلى تقارير تتحدث عن نشر أنظمة دفاع جوي “إسرائيلية” في جزر يونانية ذات وضع غير عسكري، معتبرًا أن تسليح هذه الجزر يخالف القوانين الدولية.كما تطرق وزير الدفاع التركي إلى التحديات التي تواجهها اليونان في ملف التجنيد، موضحًا أن أثينا تبحث، ضمن خطتها حتى عام 2030، تجنيد النساء في الجيش بسبب ضعف الإقبال على الخدمة العسكرية.