اسئلة ما زالت بحاجة الى اجوبة

معن بشور

الكثير منا يذكر ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل ان يطلق مبادرته الاخيرة لوقف الحرب على غزة كان قد اعطى شريكه في تلك الحرب نتنياهو فرصة حتى نهاية العام لوقف تلك الحرب ، ثم تراجع ليطلب إنهاءها قبل ذلك التاريخ بشهر وثلاثة أسابيع دون تبرير لهذا التغيير.
والكثير منا يذكر كيف ان ترامب من خلال وكلائه في المفاوضات غير المباشرة كان حريصاً على استبعاد حماس وقوى المقاومة من اي دور مستقبلي في غزة . ثم عاد ليمتد دورها في ملاحقة العصابات في غزة التي سطت على المساعدات بمساعدة قوات الاحتلال.
نطرح هذه الاسئله اليوم ، بالإضافة الى اسئله كثيرة حول اسباب تراجع تل أبيب وحلفاء واشنطن عن العديد من شروطهم لوقف هذه الحرب المجنونة التي شنوها عل غزة على مدى عامين ونيف ، لا بل نذكر بها لكي نحلل مجمل التطورات التي تشهدها اليوم في غزة ، بدءاً من خطة ترامب ، الى خطابيه في الكنيست الإسرائيلي ، وفي قمة شرم الشيخ ، لكي ندرك من هو الرابح في تلك الحرب ومن هو الخاسر حتى الان ، رغم ادراكنا لحجم الخسائر البشرية والعمرانية الضخمة التي منيت بها المقاومة وبيئتها الفلسطينية والخسائر الكبرى الي منيت بها قوى الاسناد.
لا شك ان لجوء ترامب إلى خطة لوقف إطلاق النار على اهلنا في غزة لم يكن ممكناً لولا احساسه ، كما حلفاؤه في تل أبيب باستحالة الاستمرار في تلك الحرب ، بسبب الخسائر الكبرى التي مني بها الطرف الصهيوني وحلفاؤه على يد المقاومين الابطال في غزة وعموم فلسطين ، وفي مواجهة جبهة الاسناد الممتدة من جنوب لبنان الى العمق اليمني ، مروراً بجبال اليمن الشماء. ناهيك عن الطوفان البشري المساند لفلسطين في كل أنحاء العالم.
لا بل نطرح هذه الاسئله اليوم من اجل ان ندرك طبيعة موازين القوى التي أظهرتها هذه الحرب القاسية التي شهدتها غزة على مدى عامين ، ومن اجل ان تتسلح بها المقاومة في غزة وعموم فلسطين ومعهم كافة قوى الإستاد في اي مفاوضات غيرمباشرة تحملها المرحلتان الثانيه والثالثة من مبادرة ترامب ، لا سيما لجهة مستقبل المقاومة ومصير الاحتلال في فلسطين.
فرغم كل استعراضات القوة التي حرص ترامب على اظهارها في كنيست تل أبيب ، كما في قمة شرم الشيخ ، فأن اي محلل موضوعي لمسار الحرب في غزة لا يستطيع ان يتجاهل اضطرار ترامب إلى إطلاق مبادرات في محاولة لإنقاذ الكيان الصهيوني من مأزق استراتيجي كبير يعيشه ، ومن عزلة دولية شاملة تلفه ، ومن مشاكل داخلية متعاظمة يواجهها حليفه الأميركي داخل البيت الاميركي وداخل الرأي العام العالمب .
ان هذه القراءة الهادئة لحقيقة موازين القوى المحلية على ارض فلسطين ، وعلى المستويات الإقليمية والدولي في ضوء التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم بكافة قاراته تجعلنا نطالب القيمين على امور المفاوضات غير المباشرة في المرحلتين الثانية والثالثة ان يدركوا مناحي القوة في الجانب الفلسطيني والمقاوم للكيان الصهيوني ، وان يتمسكوا بجملة ثوابت استراتيجية اطلقتها المقاومة تاريخياً ، وبشكل خاص اثر ” ملحمة طوفان الاقصى” ، مع مراعاة حجم التضحيات الكبرى التي تكبدتها جبهة المقاومة في هذه الحرب المفروضة عليها ، وما زالت ، والمستمرةمنذ سنوات.