السلاح الحقيقي في فكر حافظ الأسد

رسالة الى الشعب السوري عامةً!

منذ عقودٍ طويلة، تتعرض المنطقة العربية إلى سلسلة من الهجمات الفكرية والسياسية الهادفة إلى تفكيك نسيجها الاجتماعي وضرب وحدتها الوطنية. وفي خضمّ هذه التحولات، برز في التجربة السورية مفهوم فكري عميق تبنّاه الرئيس الراحل حافظ الأسد، يقوم على أن السلاح الحقيقي الذي يحمي الوطن ليس البندقية، بل الوعي القومي.

الطائفية كسلاح موجه إلى الداخل

العدو الخارجي، عبر التاريخ، لم يكن بحاجة إلى غزوٍ مباشر ما دام قادراً على تفكيك الداخل من خلال الطائفية والمذهبية. فهذه الأداة هي أخطر من أي سلاح عسكري؛ إذ تُستخدم لتدمير المجتمع من الداخل عبر تغذية الانقسام والكراهية.
وما زال هناك، رغم الجراح والضغوط، من أبناء الطوائف السورية من تمسّكوا بانتمائهم القومي، مدركين أن الانقسام الطائفي لا يخدم سوى العدو.

القومية كإطار للانتماء

القومية، في جوهرها، ليست شعاراً سياسياً، بل رؤية فكرية للانتماء والهوية. فهي التي تجمع بين أبناء الوطن بمختلف معتقداتهم وأصولهم في إطار واحد، وتحافظ على وحدة القرار والسيادة.
أما الطائفية، فهي على النقيض من ذلك، إذ تلغي فكرة الوطن وتحول الجماعة إلى كيانات صغيرة متناحرة لا ترى في الآخر سوى خصمٍ أو منافسٍ وجودي.
لهذا، أدرك الأسد أن ترسيخ الوعي القومي هو الكفيل بإحباط المخطط الإمبريالي الذي يستهدف الشرق، ليس بالاحتلال المباشر، بل بتفكيك الشعوب من الداخل.

القومية والدين

في الفكر القومي، الدين للوطن وليس الوطن للدين.
فالقومية لا تتعارض مع الإيمان، بل تحميه من التسييس والاستغلال. أمّا الطائفية، فهي تشوّه الأديان وتحوّلها إلى أدوات للفرقة والاقتتال.
لقد بدأ ضرب الإسلام المحمدي منذ فجر التاريخ الإسلامي، عبر تشويه مبادئه ونشر بذور الخلاف بين أتباعه، حتى غاب جوهره الإنساني الذي يقوم على العدل والوحدة والمساواة.

الوعي القومي كسلاح دفاعي

الوعي القومي الذي دعا إليه حافظ الأسد ليس أداةً للهيمنة، بل سلاحٌ للدفاع الفكري والسياسي عن كيان الدولة.
هو سلاحٌ لا يُشهر في وجه الآخر، بل يُوجَّه ضد الجهل، وضد أولئك الذين يبيعون أوطانهم باسم الولاءات الخارجية أو المصالح الفئوية.
إنه وعيٌ يُعيد الإنسان إلى جذوره الأولى، إلى الأرض التي ولد منها، ويمنحه القدرة على التمييز بين العدو الحقيقي والمصطنع.

دعوة إلى الأجيال الجديدة

أمام هذا المشهد المضطرب، تُطرح مسؤولية الوعي القومي على الأجيال الجديدة.
على الشباب أن لا ينجرفوا خلف ما يُعرض عليهم من صورٍ مزيفة وكذبٍ إعلامي يزرع الكراهية ويشوّه التاريخ. فالتاريخ الحقيقي، لمن يبحث عنه، يوضح أن العدو واحد وإن اختلفت الأقنعة، وأن وحدة الوطن كانت دائمًا الهدف الأسمى لكل مشروع نهضوي حقيقي.

خاتمة

لقد كان فكر حافظ الأسد واضحًا في جوهره: القومية هي السلاح الحقيقي، لأنها السلاح الذي لا يقتل بل يحمي، ولا يفرّق بل يوحّد.
وإذا كانت الطائفية مشروع هدمٍ من الداخل، فإن القومية هي مشروع بناءٍ للإنسان والوطن معًا.
وما أحوج سوريا اليوم إلى أن تُعيد اكتشاف هذا السلاح الفكري، لتصون به وحدتها وتستعيد مكانتها ودورها في محيطها العربي والإقليمي.

هذا أخطر خطاب يُشعر العدو انه في ورطة

على الجميع تبني الخطاب القومي

والسلام

أسد نصر_سورية