بعد موجة التعليقات الساذجة الذبابية و الممنهجة على وسائل التواصل التي تداولها بعض المراهقين و غيرهم في لبنان تعبيرا عن إعجابهم بتسريحة الشعر الجديدة لمجرمة الحرب الصهيوأمريكية “مورغان أورتاغوس”، أطلت النائبة اللبنانية المدعوة ب “بولا يعقوبيان” في لقاء إعلامي مباشرةً بتسريحة شعر جديدة و تبنت نفس خطاب أورتاغوس الصهيوأمريكي بما يتعلق بتسليم سلاح المقاومة..
لا أدري إذا كانت “يعقوبيان” ترغب بالتفوق على تصفيفة شعر “أورتاغوس” بعد ما راقت للمراهقين المغرر بهم، لكن ما لا شك فيه أنها تفوقت على خطاب أورتاغوس الصهيوأمريكي الذي كرس لاحتلال لبنان ، بتبني خطاب طائفي خطير… لمصلحة من يا “سعادة” النائبة؟
كنا من الممكن أن نمر على تصريح النائبة يعقوبيان مرور الكرام لو أنه كان يوجه إتهاماً لتصرف طائفة حسب وجهة نظرها، إذ في خضم المؤامرة الكونية التي يتعرض لها لبنان، والخطط المكرسة لمشروع الكيان الصهيوني الكبير ((إسرائيل الكبرى)) تعتبر هذه التصريحات صارت دارجة، لكن تصريح النائبة يعقوبيان مس عقيدة طائفة بأكملها ..
لم تنحصر مواقف يعقوبيان في إطار المواضيع التقليدية، إنّما امتدت لتطال البعد الديني والعقائدي لشريحة واسعة من اللبنانيين، معتبرة الإديولوجيا الشيعية «قاتلة» وأخطر من وجود السلاح بحد ذاته. ونبّهت يعقوبيان إلى أنّها حذّرت لسنوات من خطورة هذه العقيدة و«غسل دماغ الناس»! منتقدة أداء الأحزاب اللبنانية لتركيزها على السلاح لسنوات من دون التطرّق إلى المشكلة الأهمّ… فمجرّد وجود العقيدة الشيعية «مشكلة بحدّ ذاته»!
وعلاوة على ذلك ، رحبت يعقوبيان بالضغط الخارجي الذي يمارس على لبنان، كون هذا التدخل الخارجي «يساعدني على بناء دولة ومؤسسات» و أضافت «مصحلتنا متقاطعة مع مصلحة الخارج خصوصاً في نزع السلاح». لا أحد في العالم له مصلحة بنزع سلاح المقاومة يا سعادة النائبة أكثر من الاحتلال الصهيوني -بعد أن فشل بالتوغل أكثر من ثلاثة كيلو متر فقط بفضل هذا السلاح و من يحمله- تكريسا لاحتلال لبنان، فما مصلحتك باحتلال لبنان يا “سعادة” النائبة؟
وورد في لقاء النائبة يعقوبيان الكثير من التصريحات والمواقف التي تهاجم بها المقاومة بشكل عام، بالإضافة إلى الكثير من الهجوم الطائفي على الطائفة الشيعية الكريمة التي يُشهد لها بأنها خط الدفاع الأول عن لبنان، برفقة باقي مكونات الشعب اللبناني من الأحرار و أبطال المقاومة الفلسطينية في لبنان.
هذه الطائفة الشيعية التي يُشهد لها أيضا، أنها أكثر طائفة قدمت شهداءً دفاعاً عن لبنان في معركة التصدي للعدو الصهيوني التوسعي الذي يطمح لاحتلال لبنان تكريسا لمشروع “إسرائيل الكبرى”، و للأسف جاءت تصريحات النائبة اللبنانية يعقوبيان خدمة لهذا المشروع من خلال تبني سردياته و من خلال إطلاق تصريحات تضرب النسيج الإجتماعي اللبناني..
أعيدي النظر يا “سعادة النائبة” قبل فوات الأوان، فالصهيوأمريكية عندما تجوع تأكل أبناءها، وما تتعرض له سلطة أوسلو الآن أكبر دليل..!
أبو الأمير-القدس