أولئك الذين باعوا أرواحهم للشيطان الأكبر يحاولون دائما دون كللٍ أو مللٍ إقناعَنا أن المقاومة مجرد عبثٍ وأنها سبب كوارثنا وسبب دمارنا ، و عندما يتابعهم المواطن العربي يكاد يشعر للحظة أن المقاومة لو لم تكن موجودة لكانت تصنف شعوب منطقتنا كأسعد شعوب الكرة الأرضية لا بل الأسعد في مجرّة درب التبانة”!
و بالحقيقة إنهم يشكلون جبهةً إعلاميةً قويةً (إن صحّت التسمية) و منتشرةً على كافة مواقع التواصل الاجتماعي و كافة الوسائل الإعلامية!
كيف لا؟ و إعلامهم تُسخَّر له نسبة ضخمة من الميزانية التي رصدتها الصهيوأمريكية لاحتلالنا و قتلنا ، و الذي هو بطبيعة الحال امتداد للإعلام الصهيوني!!
و سرديتهم ببساطة هي نفس سردية الصهيوني ، التي تقول: إن أي حجر مدمر أو أي أم ثكلى أو طفلة تيتمت أو طفل جائع، فكل هذا وغيره ما هو إلا بسبب المقاومة، وليس بسبب الاحتلال الصهيوني النازي الإجرامي الإرهابي.
و كأنهم يريدون القول إن السابع من أكتوبر لو لم تحدث ، لكانت “إسرائيل ترش علينا ماء الورد” الآن..
و من يتابعهم يشعر أنهم أكثر الناس حزنًا على أطفال غزة أو على ما حلَّ بلبنان ، و يتباكون عليهم دموع التماسيح ليلًا نهارًا ، و لديهم جيوشهم التي تعمل يوميًا لاصطياد فيديو هنا أو هناك، لمواطن مكلوم يشتم المقاومة بحالة غضب أو من خلال استغلال ألمه و حثِّه على ذلك !
و تشتهي لو لمرة واحدة، أن تراهم يلعنون الاحتلال على جرائمه ، أو يحمِّلونه المسؤولية-التي بطبيعة الحال لا يتحملها غيره- عن قتل طفل واحد، ولكن لن ترى في قواميسهم العميلة سوى أن المقاومة هي المسؤولة..
و نتيجة لذلك نجد أن الإعلام الصهيوني يستشهد بمقالاتهم و منشوراتهم ، فكثيرًا ما رأينا أن الصهيوني المدعو أفيخاي أدرعي و من مثله يستشهدون بهذه الكتابات العميلة لتبرئة كيانهم الذي أصبحت جرائمه لا تخفى على أحد في العالم !!
يعظمون من شأن أي عمل عسكري يقوم به الاحتلال ، و يسخفون من أي عملية مهما كانت بطولية للمقاومة!
و دائمًا ما تكون المقاومة هي التي أفشلت صفقات وقف إطلاق النار بالنسبة لهم، و لم يتهموا الاحتلال في هذا حتى لمرة واحدة، ولو من باب ذر الرماد بالعيون ، أو لإقناعنا بنوع من التوازن في سرديتهم العميلة!
و هذه الشرذمة العميلة الممولة من الصهيوأمريكية و الكومبرادورات العربية تقدم لنا حلولًا للمشهد، وحلولها هي نفس حلول المشروع الصهيوأمريكي التي تتمثل بأن تسلم المقاومة في لبنان و فلسطين سلاحها، أي تسليم الأوطان و إنهاء أي فعل يستهدف الاحتلال ……خسئتم !!
أي ببساطة يريدون استسلام المقاومة و يعتبر مصطلح “الاستسلام” في قاموس المقاومة، أكثر إباحيةً من “الدعارة” التي وردت بعنوان مقالنا هذا، كغيره من المصطلحات الانبطاحية التي يتداولها العملاء دون حياء ..
و نرى أن هذه الفئة العميلة أيضًا تتخذ من كل صديق للمقاومة عدوًا لها ، فمثلا يبغضون إيران ، التي يتم محاربتها إعلاميًا بشتى الطرق مستندين في بعض الأماكن إلى سرديات طائفية وضيعة ، و الحقيقة هي أن مشكلتهم الوحيدة مع إيران أنها مناهضة لأسيادهم الصهيوأمريكيين…
و من أحد أبرز النقاط التي تتداولها هذه الفئة العميلة أيضًا في إعلامها ، أن نسبة كبيرة من سكان أهالي غزة ليسوا مع مشروع المقاومة ، و هنا أريد أسأل عدة أسئلة:
لو كان الشعب الغزاوي ضد المقاومة هل كان باستطاعة المقاومة الصمود أمام أعتى القوى في العالم ؟
ثمّ من هم رجال المقاومة الفلسطينية الموجودين في غزة؟ هل هم مرتزقة ؟ هل تم استيرادهم من الفلبين أو سيريلنكا ؟!!
رجال المقاومة الفلسطينية هم أبناء غزة الفلسطينية الحرة الصامدة التي يأبى سكانها الرضوخ للاحتلال بشتى اشكاله و صوره، و ليست كما يصورها العملاء “مختطفة من حماس” أو غير حماس ، فالشعب الغزاوي البطل بكل مشاربه و انتماءاته الفكرية و الوطنية يقاوم هذا الاحتلال النازي و أذنابه.. و أكبر جمهور للمقاومة في المنطقة موجود في غزة ، هذه القاعدة الشعبية التي ولدت من رحمها المقاومة التي ما تزال تنفذ العمليات البطولية منذ عامين و تحصد بها جنود الاحتلال ، فالشعب الغزاوي هو من يدافع عن أرضه وموزع على هيئة أجنحة عسكرية موحدة في الميدان، شاملة لكل التيارات الفكرية كما ذكر لهذا الشعب العظيم .
ومن هنا و بهذا المقال نحيي كل الأجنحة العسكرية، و ليس كثيرًا على أشرف الناس لا و بل أقلُّ واجب أن نخصَّ كل جناح منهم بتحية خاصة:
○تحية إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام
○تحية إلى سرايا القدس
○تحية إلى كتائب شهداء الأقصى
○تحية إلى كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني
○تحية إلى ألوية الناصر صلاح الدين
○تحية إلى كتائب الأنصار
○تحية إلى قوات الشهيد عمر القاسم
○تحية إلى كتائب الشهيد أبو علي مصطفى
○تحية إلى كتائب الشهيد جهاد جبريل
○تحية إلى كتائب المجاهدين
و نحيى في هذا المقال كل من ساند غزة و وقف معها في المنطقة أو العالم دون استثناء…
و بالعودة إلى المنبطحين العملاء، موضوعِ مقالنا، نجدهم يكادون لوهلةً من خلال خطابهم تثبيت نظريةٍ عكسيةٍ مفادها :أن كل شخص يدعم أو يحب أو يميل للمقاومة لا يكترث لحال أهل غزة، و كل شخص يبغض المقاومة و يعاديها نتيجة تعاطفه مع أهل غزة، حيث ا لمقاومة كما ذكرنا بنظره ،هي السبب الوحيد لمأساة أهل غزة ،و هذا غير صحيح فأكثر الناس تعاطفًا مع غزة هم الذين يؤيدون المقاومة – ببساطة و دون الخوض بأسباب استراتيجية كثيرة ناتجة عن أيدولوجيا عدونا الكولونيالية- كون المقاومة أحد أسباب وجودها الدفاع عن أبناء شعبنا الذي يتعرض للإبادة، و لو كان حزنهم شديد على أهل غزة “كما يدّعون” لما تبنوا خطابًا يعطي ذرائع للاحتلال لاستكمال جرائمه، فعلى سبيل المثال تراهم يروجون أن المقاومة سبب عدم إتمام صفقة وقف إطلاق النار و أيضًا تراهم يحمّلون المقاومة مسؤولية الجرائم بسبب عدم استسلامها ، أي باختصار و كما ذكرنا آنفًا يتبنون سردية الاحتلال التي من خلالها يبرر الاحتلال قتله لأهل غزة .
لنعتبر أن كلام العملاء صحيحٌ ، و دعونا نفرض جدلًا أن طوفان الأقصى- العملية التي تعتبر أحد أهم مميزاتها: أنها ضربة استباقية لمشروع “إسرائيل الكبرى”- ، كانت خطأً استراتيجيًا فادحًا أو مؤامرة كما يدّعون!!
فحتى هنا إنهم عملاء ، فخطابهم بالمزايدة على المقاومة هو أكثر ما يخدم هذا الاحتلال إعلاميًا ، وبهذا يعتبر خطابهم شريكًا بالإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني للأسباب التي تم توضيحها أعلاه، فكل شخص منهم يعتبر أثر فراشة في دعم الكيان فكيف وهم جيوش وعصابات من العملاء.. وكلما دُعم الكيان زادت الذرائع لارتكاب المجازر..
الشرفاء فقط هم من يدعمون المقاومة التي تدافع عن أبناء شعبنا، كلٌّ في موقعه و كلٌّ في قدرته …
و باختصار شديد هذه الشراذم في منطقتنا و بالأخصّ في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن مجمل خطابهم يتمحور في فكرة الخضوع للاحتلال و تسليم أمرنا بالكامل له.
ولكن هل ستقف المجازر إذا سلمت المقاومة و خاصة في فلسطين و لبنان سلاحها و استسلمت ؟
-الإجابة ،نظرًا لأن عدونا إرهابي، هي أن المجازر و الإبادة ستستمران، و لكن الفرق الآن دون تسليم السلاح نُذبَح بشرف و بعدها عند تسليمه سنذبح و نحن بغير شرف ، فسلاح المقاومة شرف…
و عليه الاستسلام(الدعارة) يعني الفناء و الشرف هو الوسيلة الوحيدة للبقاء…فالمقاومة حتمًا ستنتصر، وسنلتقي جميعا في باب العامود بيوم حرية..
أبو الأمير-القدس