أثارت النائبة بولا يعقوبيان عاصفة من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تصريحاتها السياسية خلال حوار مع الصحافي وليد عبود.لم تنحصر مواقف يعقوبيان في إطار المواضيع التقليدية، إنّما امتدت لتطال البعد الديني والعقائدي لشريحة واسعة من اللبنانيين، معتبرة الإديولوجيا الشيعية «قاتلة» وأخطر من وجود السلاح بحد ذاته.ونبّهت يعقوبيان إلى أنّها حذّرت لسنوات من خطورة هذه العقيدة و«غسل دماغ الناس»، منتقدة أداء الأحزاب اللبنانية لتركيزها على السلاح لسنوات من دون التطرّق إلى المشكلة الأهمّ، فمجرّد وجود العقيدة الشيعية «مشكلة بحدّ ذاته».بالنسبة للصحافية والنائبة في البرلمان اللبناني، السلاح «يصدأ» لكن الإيديولوجيا قاتلة، ولهذا السبب يجب أن يكون العمل على أكثر من صعيد.ما لبثت المقابلة أن خرجت إلى العلن، حتّى تسبّبت في ردّات فعل متنوّعة على وسائل التواصل الاجتماعي، اقتصر بعضها بالردّ على يعقوبيان بالأطر المناسبة، لكنّ البعض الآخر اختار مسلك النائبة نفسه عبر توجيه إساءات دينية في الاتجاه المعاكس.ورغم الجدل تركّز على المواقف الدينية، إلا أنّ تصريحات يعقوبيان السياسية حازت نفس مستوى الصراحة.إذ كشفت عن دعمها العلني «للمشروع العربي» بحد وصفها، مؤكّدة أنّ لبنان لا يعيش في جزيرة معزولة، لكنّها ترى بين المحاور الموجودة في المنطقة، أنّ الاصطفاف إلى جانب السعودية يحمي «ظهر لبنان».إلى جانب ذلك، حمدت يعقوبيان بأداء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، «الجيّد جداً» في الحرب على قطاع غزة، حيث استطاع إغلاق الحدود لإيقاف التهجير من القطاع المحاصر منذ ما يقرب من عامين.أمّا بالنسبة للتدخلات الأميركية في الشأن اللبناني، رأت يعقوبيان أنّ رئيس الحكومة، نواف سلام، هو رجل «صلب». لكنّها في الوقت عينه، رحّبت بالضغط الخارجي الذي يُمارس عليه وعلى رئيس الجمهورية، جوزيف عون، كون هذا التدخل الخارجي «يساعدني على بناء دولة ومؤسسات».الجدير بالذكر أنّ يعقوبيان رفضت تموضع لبنان ضمن المشاريع الإيرانية وغيرها في المنطقة، لكنّها شكرت الأداء السعودي «المطمئن» في لبنان، لجهة دعمها الدولة والمؤسسات، كما لفتت إلى أنّ «مصحلتنا متقاطعة مع مصلحة الخارج خصوصاً في نزع السلاح».
و أثار تصريح النائب بولا يعقوبيان موجة واسعة من التعليقات على المنصّات، بعدما تطرقت إلى موضوع اعتبره كثيرون مساسًا بالعقيدة الشيعية، وهو ما فتح الباب أمام سيل من الردود المتنوعة والحازمة.
المعلقون سارعوا إلى ربط مواقفها بما يقولون إنه تمويل تتلقّاه من جمعيات مرتبطة بالملياردير اليهودي جورج سوروس، معتبرين أنّه كيف يليق بنائبة لبنانية أن تعتمد على مساعدات خارجية وهي ممثلة في البرلمان؟.
وفي خضم النقاش، ذهبت أصوات أخرى إلى التذكير بانتمائها الأرمني، معتبرة أنّها لا تملك جذوراً ممتدة في لبنان، وأن عائلتها بالكاد تعود بثلاثة جدود لبنانيين فيما بقية النسل من ارمينيا، وبالتالي “لا يحقّ لها ـ بحسب ما قيل ـ التعرض لتاريخ وعقيدة مكوّن محلي عمره اكثر من 1400 سنة”. بعض التعليقات وصلت إلى حد وصفها بـ”المجنّسة”، في إشارة إلى أنّ جذورها ليست لبنانية صافية.(حسب ما تم تداوله ، حيث تصريحها الطائفي سيفتح الكثير من الأبواب)
كما ذكر المعلّقون بأنها وصلت إلى البرلمان عام 2018 بثلاثة آلاف صوت تفضيلي فقط، معتبرين أن هذا الرقم يعكس هشاشة تمثيلها، وأنّها لم تقدم ما يوازي الوعود التي رفعتها باسم “المجتمع المدني”.
وأشار آخرون إلى أنّ حضورها ظلّ مرتبطًا أكثر بالخطابات الإعلامية والجدالات السياسية، فيما الإنجازات الإصلاحية ظلّت حبر على ورق .