“يعاني الجرب والدمامل”
تقرير عن قناة Press Tv
حسّام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في غزة، يعيش أوضاعًا قاسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث يُحتجز في شبه ظلامٍ تام، ولا يُسمح له بالتعرض لأشعة الشمس سوى 30 دقيقة في الشهر، ويعاني من الجرب والدمامل، بحسب ما كشف محاميه.
وقالت المحامية غيد قاسم، عقب زيارة نادرة إلى أحد مراكز الاحتجاز في الأراضي المحتلة، إن أبو صفية وابن شقيقه حسام زاهر “لا يتعرضان للشمس إلا ثلاثين دقيقة شهريًا، فيما ينهش الجرب والدمامل جسديهما، ويُجبران على البقاء بالملابس ذاتها”.
وأضافت: “أما الاستحمام فلا يتجاوز دقيقتين، وقد خسر كل منهما ثلث وزنه. إنهما في حاجة ماسّة إلى أطباء جلدية وأدوية لمعالجة الأمراض الجلدية والالتهابات المنتشرة”.
وكانت قوات الاحتلال قد اختطفت أبو صفية في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد اقتحامها مستشفى كمال عدوان، وأجبرت المرضى والطواقم الطبية على الإخلاء بينما اعتقلت آخرين.
كما نقلت قاسم رسالة من أبو صفية الذي تحوّل إلى رمزٍ للصمود والمقاومة في مواجهة القمع الإسرائيلي، حيث قال:
“دخلت باسم الإنسانية، وسأخرج باسم الإنسانية. أنا من اختُطفت من داخل المستشفى. سنبقى على أرضنا ونواصل تقديم الرعاية الصحية لشعبنا، بإذن الله، حتى ولو من خيمة”.
وأفادت عائلته بأنه عانى في الأيام الأولى من اعتقاله ظروفًا بالغة القسوة، من بينها 24 يومًا في الحبس الانفرادي قبل نقله إلى سجن عوفر بالضفة الغربية المحتلة، حيث ما زال يتعرض لمعاملة سيئة. وطالبت العائلة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتوفير الغذاء والرعاية الطبية اللازمة له، وضمان الإفراج الفوري عنه.
من جانبها، قالت قوات الاحتلال إن أبو صفية، البالغ من العمر 51 عامًا، أُخذ للتحقيق بزعم ارتباطه بحركة المقاومة الفلسطينية حماس. وقد ذكرت تقارير أنه تعرّض لكسور متعددة في أضلاعه جراء التعذيب على أيدي المحققين الإسرائيليين، في محاولة لانتزاع اعترافات كاذبة تُستخدم ضده.
وأشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) ووكالات أممية أخرى إلى أنها لم تتلقَّ أي معلومات عن سلامته منذ اعتقاله. فيما تُظهر بيانات منظمة الصحة أن 94% من مستشفيات قطاع غزة تعرّضت للتدمير أو الضرر على يد الاحتلال الإسرائيلي.
تقرير: طبيب من غزة عُذّب حتى الموت أثناء التحقيق
إياد رنتيسي (53 عامًا) اختُطف في 11 نوفمبر عند حاجز إسرائيلي. وقد طالبت منظمات إنسانية وحقوقية بتدخل دولي لضمان إطلاق سراح أبو صفية وسائر الكوادر الطبية المعتقلة، مؤكدين ضرورة حماية العاملين في المجال الصحي وصون حقوقهم.
المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي دعت مؤخرًا قادة الاتحاد الأوروبي والغرب إلى الضغط على إسرائيل للإفراج عن الدكتور أبو صفية.
د. حسام أبو صفية: “بطل بالرداء الأبيض” ينقذ الأرواح وسط حرب الإبادة في غزة
رغم فقدانه لابنه الصغير، وتعرّضه لإصابات بالغة، وتهديده المستمر، رفض أبو صفية مغادرة مستشفاه ومرضاه في غزة. أما الآن فلا يُعرف مكانه.
وكانت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية قد أشارت سابقًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تسيء معاملة الفلسطينيين بشكل منهجي في معسكرات اعتقال أُنشئت حديثًا بعد عملية طوفان الأقصى، وتخضعهم لعنف شديد يشمل الاعتداءات الجنسية. ووفقًا للمنظمة، “كان لدى مصلحة السجون الإسرائيلية في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024 نحو 9,619 فلسطينيًا رهن الاعتقال أو في السجون”.
وفي وقت سابق من هذا العام، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، اعتُقل أكثر من 15,800 فلسطيني من الضفة الغربية وحدها، إلى جانب اعتقال عشرات العمال الفلسطينيين وآلاف من غزة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت الحرب الإسرائيلية الإبادة على قطاع غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 63,557 فلسطينيًا وإصابة 160,660 آخرين.