يقول المثل: “قلة الأكل تُخرب الجسم وكثرته تُخرب العقل”.

عن سابق إصرار وتصميم، قررت الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام، البطل المقدام، التخفف من السيادة التي تُخرب جسد الوطن، والإكثار من التخاذل والتآمر طلباً لحل العقد الاجتماعي.

تناول عدة فلاسفة نظرية العقد الاجتماعي، وهي من أبرز النظريات عن نشأة ودور الدول، ومن ضمنها أن الأفراد والشعوب قرروا التنازل عن بعض حرياتهم الفردية للسلطة الحاكمة (الدولة) مقابل الحصول على الأمن والاستقرار والنظام. ومن الطبيعي أن يكون الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، ودرجة الماجستير في القانون من “هارفارد”، ودرجة الدكتوراه في التاريخ، نواف سلام، قد مرّ، ولو بالصدفة، مثل الصدفة التي اتت به رئيساً للحكومة على مفهوم الدولة والعقد الاجتماعي وواجبات الدول قبل حقوقها تجاه مواطنيها وشعبها.

يُصرح عالي الشأن في التخاذل والخيانة، أذله الله ومن معه، وبكل تفاخر، بأن لبنان يملك ورقة قوة لا مثيل لها، وهي إدانة أمريكية في مجلس الأمن إذا خرق العدو الإسرائيلي الاتفاق، وهو نفس المجلس الذي ظلّ لما يقارب العامين يراقب ببرودة أعصاب المذبحة المفتوحة في غزة.

نواف سلام، المؤتمن على الأرض والسيادة وحفظ أمن الوطن والمواطن، يوافق على صفقة تسليم أسير إسرائيلي الجنسية مقابل شيء واحد، ألا وهو خيانة للأسرى اللبنانيين في سجون العدو، وبذلك دخل تاريخ الخيانة للوطن والمواطن والعمالة للخارج من دون باب.

لا داعي للعودة إلى مفهوم العقد الاجتماعي ولا للفلسفة أو المنطق أو الوطنية والوطن لمُحاججة دولة الرئيس وأمثاله، بل هذا الكلام لمن كان له عقل وقلب، فقد كان معشوق دولة الرئيس، توم باراك، قد كشف أن نواف لا يفهم الا لغة الأمر والسوط.

أما البطريرك الراعي، فأبى إلا أن يعزف على القيثارة الأمريكية، وبحكم أنه تكلم في السياسة فنرد عليه بالمثل من دون التعرض لعباءته الدينية التي خلعها ولبس عمامة الشيعة ليجاري بعض معممي السفرات، وتقديم دروس الخيانة والذل والخذلان والخنوع.

يوسف كركي عضو أمانة منتدى شباب سيف القدس

By adam